فصل
كتاب الوعد والوعيد
  الوعد: إخبار من الله بالثواب. والوعيد: إخبار من الله بالعقاب.
فصل
  العترة $ وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم: وهما مستحقان عقلاً وسمعاً.
  المجبرة: بل سمعاً فقط.
  لنا: تصويب العقلاء من طلب المكافأة على فعل الإحسان، ومن عاقب المسيء على الإساءة.
  العدلية: ولا يجوز خلف الوعد على الله تعالى.
  المجبرة: بل يجوز خلفه عليه تعالى.
  قلنا: خلف الوعد مع القدرة على الوفاء وعدم المانع منه توأم الكذب، وكلاهما صفة نقص يتعالى الله عنها.
  وأيضاً تجويز ذلك ارتياب في قوله تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}[ق: ٢٩] الآية، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}[آل عمران: ٩] وهو كفر؛ لتكذيب الله تعالى في قوله: {لَا رَيْبَ فِيهِ}.
  ويحسن العفو عن العاصي ولا يجب إن علم ارتداعه كالتائب اتفاقاً.
  ولا يحسن العفو إن علم عدم ارتداعه وفاقاً للبلخي وبشر بن المعتمر، وخلافاً للبصرية.
  قلنا: يصير العفو كالإغراء، وهو قبيح عقلاً.
  أئمتنا $، وجمهور المعتزلة: ولا يجوز على الله تعالى خلف الوعيد مطلقاً(١).
  وعن مقاتل بن سليمان، وبعض أهل خراسان: بل وعيد الله مقطوع بتخلفه مطلقاً.
  بعض المرجئة: بل مقطوع بتخلفه في حق أهل الكبائر من أهل الصلاة فقط.
(١) أي لا في حق أهل الصلاة ولا في غيرهم.