باب الاسم والصفة
  لصحة تعلق العلم بها كالذات لعدم الفرق، وذلك معلوم البطلان عند الجميع.
  الإمام الحسن(١) بن علي بن داود #: ليس مرادهم بثبوتها إلا تصورها.
  قلت وبالله التوفيق: وفيه نظر؛ لأن علم الله تعالى ليس بتصور.
باب الاسم والصفة
  الاسم: كلمة تدل وحدها على معنى غير مقترن بزمان وضعاً، وهو غير المسمى.
  الكرامية ومتأخرو الحنفية: بل الاسم هو نفس المسمى.
  قلنا: إذاً لكان الأمر كما قال الشاعر:
  لو كان من قال ناراً أحرقت فمه ... لما تفوه باسم النار مخلوق
  والصفة(٢): لفظها مشترك:
(١) الإمام الولي الناصر لدين الملك العلي الحسن بن علي بن داود بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد $. قيامه: سنة ست وثمانين وتسعمائة، ولم يزل هادياً للخلق، ناصراً للحق، إلى أن أسره الأتراك بجبل هِنْوم سادس عشر شهر رمضان المعظم سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، ومكث في اليمن سنة، ثم وجّهوه وأولاد المطهر بن الإمام يحيى شرف الدين إلى السلطنة، ولهذا الإمام كرامات عديدة، ولم يزل في الحبس إلى أن قبضه الله سنة ست وعشرين وألف. [انتهى نقلاً من كتاب التحف شرح الزلف].
(٢) قال مولانا الإمام الحجة [مجدالدين المؤيدي] رضوان الله تعالى وسلامه عليه: اعلم أن الصفة في اللغة لها معنيان: أحدهما: أن تكون مصدر الوصف، وهو الذي صرح به الإمام في القسم الخامس، وهي بهذا المعنى عبارة عن الوصف وهو قول الواصف. وثانيهما: أن تكون اسماً للمعنى، كالعلم والحياة في الشاهد، وهذا هو محط الأنظار؛ فالإمام القاسم # اختار ثبوته، والإمام المهدي # نفاه، وقصر الصفة على المعنى الأول، وهو الذي حكاه في الصحاح عن النحويين حيث قال: وأما النحويون فليس يريدون بالصفة هذا؛ لأن الصفة عندهم هو النعت، والنعت هو اسم الفاعل، والاختلاف إنما هو باعتبار أصل وضع اللغة، وإلا فالإمام المهدي لا يُنكِر جواز إطلاق الصفة على المعنى مجازاً كما صرَّح بذلك في شرح القلايد، فالحياة والعلم والقدرة عنده ليست صفات وإنما هي مدلولات لمدلولات الصفات، فمدلول الصفة قولك عالِم، ومدلول عالِم: العلم، كالاسم فإن مدلوله زيد مثلاً، ومدلول زيد: الذات، وهذا مما لا يحوج إلى تطويل، والاعتماد على ما ثبت في الوضع، وكلا الإمامين @ سابق في مضمار الحلبة، وهما بالمحل الأعلى من مراتب النقلة، ولكن لما تباين نظرهما فالذي يقتضيه مذهب الترجيح الأخذ بما نقله الإمام القاسم لأنه المثبت وإثباته عن تحقيق، ومن =