الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فرع [حكم من تقدم الوصي #]

صفحة 143 - الجزء 1

  وقيل: بل النص في أبي بكر وعمر معاً، وهو قوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}⁣[الفتح: ١٦] إذ الداعي لهم أبو بكر إلى قتال بني حنيفة وعمر إلى قتال فارس والروم؛ لأن الآية خطاب للمخلفين، ولم يدعهم النبي ÷ بدليل قوله تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا} ... الآية، [التوبة: ٨٣].

  قلنا: بل المراد دعوة رسول الله ÷ حين أمَّر عليهم أسامة بن زيد، فتخلفوا عنه، فهو الداعي لهم ولا تنافي إذ لم يخرجوا معه والآية لم تمنع إلا من الخروج معه لا من الدعاء، إن سلمنا أن المعنيَّ بقوله {سَتُدْعَوْنَ} هو المعني بقوله: {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} أو من قبل إلى غطفان وهوازن يوم حنين كما هو مذهب بعض المفسرين؛ لأن قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ ... الآية}⁣[الفتح: ١٦] نص في أن المراد بها متخلفو الأعراب فقط، ولم يمنع قوله تعالى: {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا} إلا طائفة يرجع ÷ إليهم، وهم متخلفو أهل المدينة؛ لأن رجوعه ÷ كان إلى أهل المدينة لا إلى الأعراب.

  سلمنا أنه ÷ لم يدع طائفة منهم، لكنه قد دعا من عدا تلك الطائفة منهم؛ لأن الآية لم تمنع إلا طائفة من المتخلفين لا كلهم، فالمعني بقوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ} من عدا تلك الطائفة.

  سائرهم: بل الإجماع.

  قلنا: دعوى الإجماع باطلة؛ لاشتهار خلاف أمير المؤمنين كرم الله وجهه وأهل بيته $ وشيعتهم ¤ سلفاً يعقبهم خلف إلى الآن.

فرع [حكم من تقدم الوصي #]

  واختلف في حكم من تقدم الوصي #.

  والحق أنهم إن لم يعلموا استحقاقه # دونهم بعد التحري فلا إثم عليهم، وإن