باب [في ذكر القيامة]
  قلنا: لا دليل عليه من القرآن، ولا ثقة بأخبار الحشوية؛ حيث لم يروه غيرهم.
  قيل: لو كان الصور لجميع الصُّوَر لما صح إفراد الضمير في قوله تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}[الزمر: ٦٨].
  قلنا: ذلك جائز في العربية إجماعاً، في نحو هذا الجمع خاصة، يقال: الصوف نفشته.
  والناقور: مجاز. شبه الله تعالى دعاءهم إلى المحشر بالنقر في الناقور، وهو آلة نحو الطبل ينقر فيها لاجتماع القوم، وعند نهوض الجيش.
  وقيل: بل هو القرن.
  لنا: ما مر.
باب [في ذكر القيامة]
  والقيامة: اسم لوقت البعث والنشور والحساب والجزاء.
  ووجه حسنه حصول العلم البت للمكلفين بالله تعالى، وأن الصائر إليهم جزاء لكشف الغطاء بالآيات الموجبة للقطع بذلك منذ الممات حتى الحشر.
  قال الله سبحانه: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}[فصلت: ٥٣].
  فتتم حينئذ غبطة المطيعين، وتعظم حسرة المصرين، ولذلك لم يجعل الله كل الجزاء(١) في الدنيا؛ لعدم تمامه بعدم القطع بكونه جزاء للمكلفين، ولتغطيته بانقطاعه في حق غيرهم؛ إذ لا بد من الفناء والإعادة لذلك(٢) كما مر.
  الزمخشري: يجوز تعجيل كل العقاب.
  قلنا: لم يعرف أنه جزاء فلم يتم، وأيضاً لا دليل.
(١) قال في الشرح: أما بعضه فيجوز إيصال شيء من الثواب في الدنيا لا يعتد بنقصانه في الآخرة وكذلك تعجيل بعض العقاب الذي لا يؤثر في تخفيف العقاب عن المعاقب.
(٢) أي ليقع القطع بالجزاء.