الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[معاني الضلال]

صفحة 84 - الجزء 1

  وبمعنى زيادة البصيرة بتنوير القلب بزيادة في العقل قال تعالى {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}⁣[محمد: ١٧] ومثله قوله تعالى {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}⁣[الأنفال: ٢٩] أي: تنويراً يفرقون بين الحق والباطل.

  وبمعنى الثواب قال تعالى {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}⁣[يونس: ٩]، أي يثيبهم في حال جري الأنهار.

  وبمعنى الحكم والتسمية قال الشاعر:

  ما زال يهدي قومه ويضلنا ... جهراً وينسبنا إلى الفجار

  فيجوز أن يقال: إن الله لا يهدي القوم الظالمين، بمعنى لا يزيدهم بصيرة؛ لما لم يتبصروا، أو لا يثيبهم، أو لا يحكم لهم بالهدى، ولا يسميهم به.

  العدلية: لا بمعنى أنه لا يدعوهم إلى الخير، خلافاً للمجبرة.

  قلنا: ذلك رد لما علم من الدين ضرورة؛ لدعاء الله الكفار وغيرهم بإرساله إليهم الرسل، وإنزاله إليهم الكتب، وقال تعالى {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}⁣[فصلت: ١٧]، وقال تعالى {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}⁣[فاطر: ٢٤].

[معاني الضلال]

  والضلال في لغة العرب يكون بمعنى الهلاك، قال تعالى {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}⁣[السجدة: ١٠].

  وبمعنى العذاب، قال تعالى {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}⁣[طه: ٧٩]، وبمعنى الغواية عن واضح الطريق، ومنه: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ٧٩}⁣[طه]، أي: أغواهم عن طريق الحق.