الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في الآلام ونحوها]

صفحة 92 - الجزء 1

  وإباحةُ الله بعض الحيوان لبعض، نحو المذكيات، والتخليةُ - حسنةٌ؛ لما كانت لمصالح لها يعلمها الله تعالى، فهي كالفصد.

فصل [في الآلام ونحوها]

  والألم من فعل فاعل.

  الطبائعية: بل الألم من الطبع.

  قلنا: لا تأثير لغير الفاعل، كما مر.

  ويحسن من الله تعالى لغير المكلف؛ لمصلحة يعلمها الله سبحانه له.

  أبو علي وأصحاب اللطف⁣(⁣١): يحسن من الله تعالى له؛ للعوض فقط.

  المهدي #، وجمهور البصرية: لا يحسن إلا مع اعتبار، إذ يمكن الابتداء بالعوض من دون ألم.

  قلنا: قد ثبت لنا أن الله تعالى عدل حكيم، ومن حكمته تعالى أنه لا ينزل الألم إلا لمصلحة لذلك المؤْلَم غير العاصي، وذلك تفضل عند العقلاء.

  عباد بن سليمان: لاعتبار الغير فقط.

  قلنا: ذلك ظلم عند العقلاء قال تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}⁣[الكهف: ٤٩].

  وإيلام المكلف المؤمن لاعتبار نفسه فقط؛ إذ هو نفع كالتأديب، ولتحصيل سبب الثواب فقط، كما يأتي إن شاء الله تعالى، ولحط الذنوب فقط وفاقاً للزمخشري⁣(⁣٢) في حط الصغائر، إذ هو دفع ضرر كالفصد، ويؤيده ما في الحديث عنه ÷: «من وعك ليلة كفر الله عنه ذنوب سنه» أو كما قال، وفي النهج:


(١) هم بشر بن المعتمر ومن تابعه.

(٢) هو جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، أبو القاسم المعتزلي، إمام التفسير والمعاني والبيان والنحو واللغة، له المصنفات العديدة في كل فن، وكثير منها مطبوع، ولد في ٢٧/ رجب سنة ٤٦٧ هـ بزمخشر، وجاور بمكة وصاحب علي بن موسى بن وهاس بمكة، ودخل بغداد واتفق بالإمام أبي السعادات الحسني، توفي بجرجانية خوارزم سنة ٥٣٨ هـ.