فصل [في بيان الروح ومعناها]
  {يقولون لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}[آل عمران: ١٥٤].
فصل [في بيان الروح ومعناها]
  والروح: أمر استأثر الله تعالى بعلمه؛ لقوله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء: ٨٥] لا يكون الحيوان حياً إلا معه.
  وادعاء معرفة حقيقته قريب من دعوى علم الغيب؛ لفقد الدليل إلا التخيل، فاكتساب أقوال الخائضين فيها ارتواء(١) من آجن(٢)، واستكثار(٣) من غير طائل، والله تعالى يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء: ٣٦].
  ويقول ø في مدح المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}[المؤمنون: ٣] وكذلك القول في كثير من مسائل فن اللطيف، ونحو مساحة الأرض.
فصل [في ذكر الفناء والعدم]
  أئمتنا $ والجمهور: ويُفني الله العالَم ويُعدمه.
  الجاحظ والملاحمية وبعض المجبرة: محال.
  قلنا: كذهاب المصباح والسحاب، فليس بمحال، وقوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}.
  وفي النهج: (كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان) إلى قوله #: (ولا شيء إلا الله الواحد القهار). ووجه حسنه: التفريق بين دار الامتحان، ودار الجزاء.
  فإن قيل: لِمَ لَمْ يكن الجزاء في الدنيا؟
(١) ارتواء: افتعال من الري، وهو شرب الماء بعد العطش. تمت
(٢) الآجن: الماء المتغير الكدر. تمت
(٣) أي: شيء غير نافع ولا حظ فيه غير العبث واللغو والرجم بالغيب.