الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في بيان الروح ومعناها]

صفحة 98 - الجزء 1

  {يقولون لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}⁣[آل عمران: ١٥٤].

فصل [في بيان الروح ومعناها]

  والروح: أمر استأثر الله تعالى بعلمه؛ لقوله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}⁣[الإسراء: ٨٥] لا يكون الحيوان حياً إلا معه.

  وادعاء معرفة حقيقته قريب من دعوى علم الغيب؛ لفقد الدليل إلا التخيل، فاكتساب أقوال الخائضين فيها ارتواء⁣(⁣١) من آجن⁣(⁣٢)، واستكثار⁣(⁣٣) من غير طائل، والله تعالى يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}⁣[الإسراء: ٣٦].

  ويقول ø في مدح المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}⁣[المؤمنون: ٣] وكذلك القول في كثير من مسائل فن اللطيف، ونحو مساحة الأرض.

فصل [في ذكر الفناء والعدم]

  أئمتنا $ والجمهور: ويُفني الله العالَم ويُعدمه.

  الجاحظ والملاحمية وبعض المجبرة: محال.

  قلنا: كذهاب المصباح والسحاب، فليس بمحال، وقوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}.

  وفي النهج: (كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان) إلى قوله #: (ولا شيء إلا الله الواحد القهار). ووجه حسنه: التفريق بين دار الامتحان، ودار الجزاء.

  فإن قيل: لِمَ لَمْ يكن الجزاء في الدنيا؟


(١) ارتواء: افتعال من الري، وهو شرب الماء بعد العطش. تمت

(٢) الآجن: الماء المتغير الكدر. تمت

(٣) أي: شيء غير نافع ولا حظ فيه غير العبث واللغو والرجم بالغيب.