الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [ما يدرك بالعقل]

صفحة 24 - الجزء 1

  {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}⁣[النساء: ١٦٥]، بأن يقولوا: حصل العلم بالاستحقاق ولم نجزم بالوقوع؛ لعدم معرفتهم لربهم، كمن يقتل نفساً على غفلة فإنه يعلم أن القصاص مستحَقٌّ عليه، ولا يجزم بوقوعه؛ لتجويز أن لا يطلع عليه أحد، فيقولون: لو أنذرنا منذر لأصلحنا، بدليل قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى}⁣[طه: ١٣٤]، ونظيره⁣(⁣١) في الشرعيات عدم جواز حد المرتد حتى يدعى إلى التوبة.

فصل [ما يدرك بالعقل]

  وما يدرك بالعقل: قد يكون بلا واسطةِ نظرٍ كالضروريات⁣(⁣٢)، وبواسطة نظر كالاستدلاليات⁣(⁣٣).

  والإدراك به: إن عري عن حكم⁣(⁣٤) فتصور، وإن لم يعْرَ فتصديق.

  والتصديق: جازم وغير جازم.

  فالجازم مع المطابقة وسكون الخاطر: علم.

  ومع عدمهما أو الأول: اعتقاد فاسد، وجهل مركب.

  ومع عدم الثاني: اعتقاد صحيح.


(١) أي نظير الإعذار بإرسال الرسل في العقليات بعد استحقاق العقوبة. تمت من كتاب عدة الأكياس

(٢) الضروريات هي: التي تدرك بضرورة العقل، والعلوم الضرورية عشرة جمعها الشاعر في قوله:

فعلم بحال النفس ثم بديهة ... كذا خبرة ثم المشاهد رابع

ودائرة والقصد بعد تواتر ... جلي أمورٍ والتعلق تاسعُ

وعاشرها تمييز حسن وضده ... فتلك علوم العقل مهما تراجع

انظر تفاصيلها وشرحها في عدة الأكياس.

(٣) الاستدلاليات: هي التي تحتاج إلى نظر واستدلال كمعرفة الله تعالى.

(٤) الحكم هو: النسبة أي: الإسناد كما هو معروف في النحو.