فصل والله سميع بصير
  صفته الوجودية ونحو ذلك، وقد مر بطلان كونه تعالى محدَثاً ونحو ذلك.
  الأشعرية: بل معان قديمة قائمة بذاته، ليست إياه ولا غيره.
  قلنا: لا واسطة إلا العدم، وقد مر وجه بطلان كونها معدومة.
  الكرامية(١): بل معان قديمة.
  قلنا: يلزم آلهة، ولا إله إلا الله؛ لما يأتي إن شاء الله تعالى.
  قالوا: لو كانت هي ذات الله لما وجب تكرير النظر بعد معرفتها، كما سبق ذكره.
  قلنا: ذات الله هي الله، ولم يعرِف الله من لم يكرر النظر، فتكرير النظر لم يكن بعد معرفة ذات الله حينئذٍ.
فصل والله سميع بصير
  جمهور أئمتنا $ والبغدادية: وهما بمعنى عالم.
  بعض أئمتنا $ وبعض شيعتهم، والبصرية: بل بمعنى حي لا آفة به(٢).
(١) الكرامية: هم أتباع محمد بن كرام السجزي النيسابوري، إمام الكرامية، ولد بسجستان وجاور بمكة سنين، ثم انتقل إلى نيسابور، ومات بالقدس سنة ٢٥٥ هـ وقد بقوا في خراسان حتى أوائل القرن السابع الهجري، وكانوا يقولون بأن الله تعالى مستقر على العرش، وأنه جوهر ... إلى غير ذلك من آرائهم الشاذة.
(٢) قال السيد العلامة الحجة الحسين بن يحيى المطهر حفظه الله في القول السديد في الرد على القائلين بهذا القول: هذا وأما استدلال بعض المتأخرين من أصحابنا، والمعتزلة على كونه سميعاً، بصيراً بكونه حياً لا آفة به فلم ينتهِضْ؛ لأنَّه لا ينتقل الذهن من كونه حياً لا آفة به إلى كونه سمعياً بصيراً، وإنما هو اتفاقي، كقولنا: العالم بسيط، وكل بسيط حادث، ولأن الدليل على كونه حياً علمه بالمدركات المسموعات، والمبصرات، والمطعومات، والمشمومات، والملموسات، وقدرته عليها فيلزم الدور؛ لأنَّ علمه بالمسموعات، والمبصرات يدل على كونه حياً، وكونه حياً لا آفة به يدل على كونه سمعياً بصيراً. وأيضاً فقد يَؤُول احتجاجهم بكونه حياًّ لا آفة به على أنه سميع بصير إلى الاحتجاج بنفس الدعوى وهو ما يسمى مصادرة وهي: الاحتجاج على الدعوى بنفسها. بيان ذلك: أن كل من في أذنيه أو عينيه آفة غير الصمم والعمى فهو سميع بصير، وليست الآفة التي يمتنع معها كونه سميعاً بصيراً إلاَّ العمى والصمم، فيصير المعنى: وكلُّ حيٍّ ليس بأعمى ولا أصم فهو السميع البصير، فكأنهم قالوا: والدليل على كونه سميعاً بصيراً كونه حيًّا سميعاً بصيراً، وكل من كان حيًّا سميعاً بصيراً فهو =