الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

باب التوبة

صفحة 164 - الجزء 1

باب التوبة

  لا خلاف في وجوبها فوراً؛ لأن الإصرار على المعاصي عصيان، والعاصي مخاطب بترك معصيته في كل وقت.

  وتصح مدة العمر مالم تحضره ملائكة الموت؛ لقوله تعالى: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}⁣[الفرقان: ٢٢] ونحوها.

  وهي: الندم، والعزم على ترك العود إلى المعاصي.

  مانكديم: هي: الندم، والعزم شرط فيها، وهو قريب.

  وشرطها: الإصلاح فيما يتعلق بالآدمي من تسليم النفس والأطراف للقصاص، وتسليم الأروش والديون والودائع، ونحو ذلك. أو العزم إن لم يتمكن من ذلك حالها.

  وأن يكون الندم لأجل وجه القبح من الإصرار وعصيان الله تعالى؛ لأنه إذا كان الندم لأجل مشقة الفعل، أو أمر دنيوي يتعلق به، أو بالترك فقط، أو للذم والعقاب فقط، أو للمجموع من دون وجه القبح - بقي التائب غير نادم من عصيان الله تعالى ومن الظلم، وهما بذر القبح الذي ثمرته الذم والعقاب.

  وقيل: غير ذلك، وهو صحيح إن تضمن الندم من وجه القبح، لكن هذا القدر كاف، لحصول الرجوع من التائب والإقلاع بذلك.

فصل

  وهي مكفرة لكل معصية، لقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}⁣[طه: ٨٢] الآية.

  ويبدل الله بها مكان السيئآت حسنات؛ لقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}⁣[الفرقان: ٧٠] الآية.

  قيل: ويعود بالتوبة ما أحبطته المعصية، ولا دليل على ذلك.