فرع
  إلا من لم يشبهه.
  أبو علي وأبو عبدالله البصري: بل سمعاً فقط؛ إذ هو كاللقب.
  قلنا: يمتنع؛ لأنه لا يفيد كونه تعالى معلوماً من غير قيد، ولا تضمن مدحاً، وليس بعَلَم فلم يفد، والحكيم لا يخاطب إلا بالمفيد.
  وقوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة: ٢٨٢]، عام للأشياء المتشابهة، وللشيء الذي ليس كالأشياء.
فرع
  والجلالة اسم لله تعالى بإزاء مدح، وليست بِعَلَم.
  النحاة: بل هي عَلَم.
  قلنا: العَلَم يوضع لتمييز ذاتٍ عن جنسها، والله تعالى لا جنس له؛ لما مر.
  قالوا: أصل الله: إله بمعنى: مألوه أي: معبود، واللام بدل من الهمزة، فهي من الأعلام الغالبة؛ كان عاماً في كل معبود ثم اختص بالمعبود حقاً، كالصَّعِق كان عاماً لكل من أصابته الصاعقة، ثم اختص برجل.
  قلنا: ابتدأ جعلها للباري تعالى سبحانه اسماً وقت الشرك به قريبٌ من دعوى علم الغيب؛ بل الأظهر أنها اسم لله تعالى قبل ذلك.
  وواحد وأحد: اسمان له تعالى بإزاء مدح؛ إذ هما بمعنى المتفرد بصفات الإلهية، ولا يجوز أن يكونا له بمعنى أول العدد؛ لعدم تضمنه المدح.
فصل [في بيان الفرق بين صفات الذات والفعل]
  وصفات الذات(١)، نحو: قادر.
(١) قال السيد العلامة الحجة الحسين بن يحيى المطهر حفظه الله في القول السديد: هذا واعلم أن الصفات ثلاث: صفات فعل، وصفات ذات، وصفات ذاتيات، فصفات الفعل التي يتصف بها إذا فعل، ويشتق له من ذلك الفعل صفة كخالق، ورازق، ومعطي، ومحيي، ومميت، وقاتل، وآكل، وشارب، ونحوها، وهذه يتصف بها الفاعل إذا فعل، وتنتفي عنه إذا لم يفعل. وصفات =