فصل [في حقيقة النظر وما يجب منه وأقسامه]
  وغير الجازم: إن كان راجحاً - فظن.
  وإن كان مرجوحاً - فوهم.
  وإن استوى الحال - فشك.
  والأول: إن طابق: فصحيح، وإلا ففاسد.
  وقد يطلق الوهم على الغلط، وعلى الشك.
  والتوهم: التصور صواباً كان أم خطأً، قال الشاعر:
  بأضيَعَ من عينيك للدمع كلما ... تَذَكَّرْتَ رَبْعاً أو توهمتَ منزلاً
  وقد يطلق على الظن.
  والجهل: مفرد، ومركب.
  فالمفرد: انتفاء العلم بالشيء.
  والمركب: تصور المعلوم أو تصديقه على خلاف ما هو عليه.
  والسهو: الذهول عن المعلوم.
فصل [في حقيقة النظر وما يجب منه وأقسامه]
  والنظر(١): مشترك، والمراد به: «إجالة الخاطر في شيء لتحصيل اعتقاد»، ويرادفه: التفكر المطلوب به ذلك.
  وهو ينقسم إلى قسمين: صحيح وفاسد.
  والأول: ما يتبع به أثر، نحو: التفكر في المصنوع ليعرف الصانع.
  والثاني: ما كان رجماً بغيب، نحو: التفكر في ذات الله تعالى، وفي ماهية الروح.
  أئمتنا $ وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم: والصحيح منه واجب عقلاً وسمعاً خلافاً للتعلمية(٢).
(١) النظر: لفظة مشتركة بين معان، منها: نظر الرحمة، ونظر الانتظار، ونظر المقابلة، ونظر الفكر ... إلخ.
(٢) هم فرقتان من الباطنية: القرامطة والصوفية.