فرع [في نفي الحلول]
  والكرسي: عبارة عن علمه تعالى؛ لأن الكرسي في أصل اللغة: العلم، ولوحظ في استعمالها، قال أبو ذؤيب الهذلي:
  ولا تَكَرَّسَ عِلْمُ الغيبِ مخلوقُ
  أي ما تعلَّم. وقال غيره:
  يحف بهم بيض الوجوه وعصبة ... كراسيُّ بالأحداث حين تنوب
  أي: أهل كراسي، أي: أهل علوم، ومنه قيل للصحيفة التي فيها العلم: كراسة.
  وقيل: بل عن ملك الله سبحانه.
  وقيل: بل قدرته.
  وقيل: بل تدبيره.
  الحشوية: بل العرش سرير، والكرسي دونه.
  قلنا: لا يحتاج إلى ذلك إلا المخلوق؛ لما مر(١).
  المهدي # وغيره: يجوز أن يكونا قبلتين للملائكة $.
  قلنا: لا دليل، ولا وثوق برواية الحشوية.
فرع [في نفي الحلول]
  أكثر العقلاء: والله ليس بعض خلقه.
  بعض النصارى: بل اتحد بالمسيح فصار إياه.
  الصوفية: بل اتحد بالبغايا والمردان فصار إياهم - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً -.
  قلنا: ذلك محدث، والله تعالى ليس بمحدث؛ لما مر، فصيرورته محدثاً محال، وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ... الآية}[الجاثية: ٢٣].
(١) من أن الله تعالى غني عن كل شيء. تمت من كتاب عدة الأكياس