الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فرع [في حكم مقدور بين قادرين]

صفحة 81 - الجزء 1

  وقال تعالى: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}⁣[البقرة: ١٨٥].

  وكذلك يوصف جل وعلا بأنه كاره عقلاً وسمعاً.

  أما العقل: فلأنه الحكيم لا يكره إلا ما كان ضد الحكمة.

  وأما السمع: فقال الله تعالى: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ ...} الآية [التوبة: ٤٦].

  فإرادة الله تعالى لفعله: إدراكه بعلمه حكمة الفعل، وكراهته جل وعلا إدراكه بعلمه قبح الفعل، والمعلوم عند العقلاء أن إدراك المعلوم غير العالم وغير المعلوم، ولا يلزم من ذلك توطين النفس، لأن التوطين هو النية، ولا يشك العقلاء أن إدراك المعلوم هو غير النية.

  وقال بعض الزيدية وجمهور المعتزلة: بل هي معنىً خلقه الله مقارناً لخلق المراد غير مراد في نفسه، ولا محل له.

  قلنا: يستلزم الحاجة على الله سبحانه إليه، ونحو العبث؛ حيث لم يكن مراداً في نفسه، وعرض لا محل له محال كحركة لا في متحرك.

  بعض المجبرة: بل معنىً قديم.

  قلنا: يستلزم إلهاً مع الله تعالى وقد مر إبطاله، أو توطين النفس، وذلك يستلزم التجسيم والجهل، وقد مر إبطالهما.

  النجارية: بل لذاته.

  قلنا: يلزم توطين النفس، وأن تكون ذاته مختلفة؛ لأن إرادته الصيام في رمضان خلاف إرادته تركه يوم الفطر؛ لأن التخالف لا يكون إلا بين شيئين فصاعداً.

  الرافضة: بل حركة لا هي الله تعالى ولا هي غيره.

  قلنا: لا واسطة إلا العدم.

  الحضرمي⁣(⁣١): بل حركة في غيره.


(١) هو أحد علماء العربية اسمه يعقوب بن إسحاق، توفي سنة ٢٠٥ هـ.