الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل في بيان معاني كلمات من المتشابه

صفحة 83 - الجزء 1

  قلنا: ليس بنقيض لها⁣(⁣١).

  وما ورد بصيغة الأمر منها، فإرادة الله تعالى لمعرفة حكمها، وكل الأحكام معرفتها واجبة كالخبر به.

  والله تعالى مريد لأكل أهل الجنة، وفاقاً لأبي هاشم، وخلافاً لأبيه؛ إذ هو أكمل للنعمة، وإذ لا خلاف بين العقلاء أن الموفر للعطاء من أهل المروءة والسخاء يريد أن يقبل المعطَى له ما وفَّر إليه، والله جل وعلا بذلك أولى.

  العدلية: ولا يريد الله المعاصي، خلافاً للمجبرة.

  قلنا: إرادته لها صفة نقص، والله يتعالى عنها.

  وقال تعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ}⁣[غافر: ٣١]، وقال تعالى {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}⁣[البقر: ٢٠٥]، وقال تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}⁣[الزمر: ٧].

  قالوا: مالك يتصرف في مملوكه، وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ}⁣[الأنعام: ١١].

  قلنا: قولكم: «مالك يتصرف في مملوكه» سب لله تعالى، حيث نسبتم إليه صفة النقص؛ لأن من أراد من مملوكه الفساد فقد تحلى بصفة النقص عند العقلاء، ورد للآيات المتقدمة.

  والآية معناها: ولو شاء لأماتهم قبل فعل المعصية، أو سلب قواهم، أو أنزل ملائكة تحبسهم، لكنه خلاهم وشأنهم؛ لأن أمامهم الحساب ومن ورائه العقاب، قال تعالى {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}⁣[إبراهيم: ٤٢].

فصل في بيان معاني كلمات من المتشابه

معاني الهدى:

  اعلم أن الهدى بمعنى الدلالة والدعاء إلى الخير، قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}⁣[فصلت: ١٧].


(١) لأن النقيضين ينقض أحدهما الآخر ولا يجتمعان ولا يرتفعان.