الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

تنبيه [معنى الاختبار والابتلاء من الله سبحانه]

صفحة 86 - الجزء 1

  و بمعنى الاختبار، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا ... الآية}⁣[العنكبوت: ٣] أي اختبرناهم بالتكاليف والشدائد.

  وبمعنى الإضلال عن طريق الحق. قال تعالى {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ١٦٢ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ١٦٣}⁣[الصافات].

  وبمعنى: العذاب قال تعالى {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ}⁣[الذاريات: ١٢].

  فيجوز أن يقال: فتن الله المكلفين بمعنى أختبرهم بالتكاليف والشدائد.

  ويفتن المسخوط عليهم بمعنى: يعذبهم.

  العدلية: لا بمعنى يضلهم عن طريق الحق، خلافاً للمجبرة.

  قلنا: ذلك صفة نقص وذم لله تعالى، وتزكية لإبليس كما مر.

تنبيه [معنى الاختبار والابتلاء من الله سبحانه]

  اعلم أن من الناس من يعبد الله على حرف، فإن اصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة.

  ومن الناس مثل ما قال تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ ... الآية}⁣[آل عمران: ١٤٦].

  فشبه الله تعالى الامتحان لتمييز صادق الإيمان من المتلبس به على حرف - بالاختبار، فعبر الله تعالى عنه بما هو بمعناه من نحو قوله تعالى: {وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}⁣[محمد: ٣١] لا أنه تعالى اختبرهم اختبار الجاهل.

[معنى الطبع والختم]

  والطبع والختم بمعنى: التغطية، وبمعنى: العلامة.

  العدلية: ولا يجوز أن يقال: إن الله تعالى ختم على قلوب الكفار وطبع بمعنى غطى، خلافاً للمجبرة.


= والأربعون السيلقية والفتن لابن حماد والاستيعاب وصحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي وغيرها كثير.