تنبيه [معنى الاختبار والابتلاء من الله سبحانه]
  و بمعنى الاختبار، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا ... الآية}[العنكبوت: ٣] أي اختبرناهم بالتكاليف والشدائد.
  وبمعنى الإضلال عن طريق الحق. قال تعالى {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ١٦٢ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ١٦٣}[الصافات].
  وبمعنى: العذاب قال تعالى {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ}[الذاريات: ١٢].
  فيجوز أن يقال: فتن الله المكلفين بمعنى أختبرهم بالتكاليف والشدائد.
  ويفتن المسخوط عليهم بمعنى: يعذبهم.
  العدلية: لا بمعنى يضلهم عن طريق الحق، خلافاً للمجبرة.
  قلنا: ذلك صفة نقص وذم لله تعالى، وتزكية لإبليس كما مر.
تنبيه [معنى الاختبار والابتلاء من الله سبحانه]
  اعلم أن من الناس من يعبد الله على حرف، فإن اصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة.
  ومن الناس مثل ما قال تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ ... الآية}[آل عمران: ١٤٦].
  فشبه الله تعالى الامتحان لتمييز صادق الإيمان من المتلبس به على حرف - بالاختبار، فعبر الله تعالى عنه بما هو بمعناه من نحو قوله تعالى: {وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد: ٣١] لا أنه تعالى اختبرهم اختبار الجاهل.
[معنى الطبع والختم]
  والطبع والختم بمعنى: التغطية، وبمعنى: العلامة.
  العدلية: ولا يجوز أن يقال: إن الله تعالى ختم على قلوب الكفار وطبع بمعنى غطى، خلافاً للمجبرة.
= والأربعون السيلقية والفتن لابن حماد والاستيعاب وصحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي وغيرها كثير.