المجموع الفقهي والحديثي،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

باب الغزو والسير

صفحة 237 - الجزء 1

كتاب السير وما جاء في ذلك

باب الغزو والسير

  ٥٣٧ - حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ $ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ إِذَا بَعَثَ جَيْشاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعَثَ عَلَيْهِم أَمِيراً»، ثُمَّ قَالَ: «انْطَلِقُوا بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ أَنْتُمْ جُنْدُ اللَّهِ تُقَاتِلُونَ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، ادْعُوا إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ÷، وَالإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَإِنْ آمَنُوا فَإِخْوُانُكُمْ فِي الدِّينِ لَهُمْ مَا لَكُمْ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَنَاصِبُوهُمْ حَرْباً وَاسْتَعِينُوا عَلَيْهِم بِاللَّهِ، فَإِنْ أَظَهَرَكُمُ اللَّهُ عَلَيْهِم فَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ شَيْخاً كَبِيراً لاَ يُطِيقُ قِتَالَكُمْ، وَلاَ تَغُورُوا عَيْناً، وَلاَ تَقْطَعُوا شَجَراً إِلاَّ شَجَرًا يَضُرُّكُمْ، وَلاَ تُمَثِّلُوا بِآدَمِيٍّ وَلاَ بَهِيمَةٍ وَلاَ تَظْلِمُوا، وَلاَ تَعْتَدُوا، وَأَيُّمَا رَجُلٌ مِنْ أَقْصَاكُمْ أَوْ أَدْنَاكُمْ مِنْ أَحْرَارِكُمْ أَوْ عَبِيدِكُمْ أَعْطَى رَجُلاً مِنْهُمْ أَمَاناً أَوْ أَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ بِإِشَارَتِهِ فَلَهُ الأَمَانُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ؛ فَإِنْ قَبِلَ فَأَخُوكُمْ فِي دِينِكُمْ، وَإِنْ أَبَى فَرُدُّوهُ إِلَى مَأْمَنِهِ وَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ عَلَيْهِ، لاَ تُعْطُوا الْقَوْمَ ذِمَّتِي وَلاَ ذِمَّةَ اللَّهِ فَالْمُخْفِرُ ذِمَّةَ اللَّهِ لاَقَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ، وَأُعْطُوهُمْ ذِمَّتَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ وَفُوا لَهُمْ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لأَنْ يُخْفِرَ ذِمَّتَهُ وَذِمَّةَ أَبِيهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُخْفِرَ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ».