المجموع الفقهي والحديثي،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

باب البيوع إلى أجل

صفحة 184 - الجزء 1

  · فَسَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ @ عَنِ الْفُرْقَةِ بِالأَبْدَانِ أَوْ بِالْكَلاَمِ؟ فَقَالَ: بَلْ بِالْكَلاَمِ، وَإِنَّمَا يَقُولُ الْفُرْقَةُ بَالأَبْدَانِ مَنْ لاَ يَعْرِفُ كَلاَمَ الْعَرَبِ، أَلاَ تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ}⁣[آل عمران: ١٠٥] إِنَّمَا افْتَرَقُوا بِالْكَلاَمِ، وَقَدْ كَانَتْ أَبْدَانُهُمْ مُجْتَمِعَهً، وَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ١٥٩] إِنَّمَا فَارَقُوا دِينَهُمْ بِالْكَلاَمِ.

بَابُ الْبُيُوعِ إِلَى أَجَلٍ

  ٣٣٨ - حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ $ قَالَ: «لاَ يَجُوزُ الْبَيْعُ إِلَى أَجَلٍ لاَ يُعْرَفُ».

  · وَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ @: لاَ يَجُوزُ الْبَيْعُ إِلَى النَّيْرُوزِ وَإِلَى الْمَهْرَجَانِ، وَلاَ إِلَى صَوْمِ النَّصَارَى، وَلاَ إِلَى إِفْطَارِهِمْ، وَلاَ يَجُوزُ الْبَيْعُ إِلَى الْعَطَاءِ، وَلاَ إِلَى الْحَصَادِ، وَلاَ إِلَى الدّيَاسِ، وَلاَ إِلَى الْجُذَاذِ، وَلاَ إِلَى الْقِطَافِ، وَلاَ إِلَى الْعَصِيرِ.

  وَلاَ بَأْسَ بِالْبَيْعِ إِلَى الْفِطْرِ، وَإِلَى الأَضْحَى، وَإِلَى الْمَوْسِمِ، وَإِلَى أَجَلٍ مَعْرُوفٍ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ فَالْبَيْعُ إِلَى هَذَا الأَجَلِ جَائِزٌ.

بَابُ الْخِيَانَةِ فِي الْبَيْعِ

  ٣٣٩ - حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ $ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}⁣[الأنفال: ٢٧] قَالَ: «مِنَ الْخِيَانَةِ الْكَذِبُ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ».