ترجمة أبي خالد الواسطي
  ٦ - انفرد الفربري برواية صحيح البخاري، وهو العمدة في نقله، قال: سمع الصحيح سبعون ألفاً، ولم يبق أحد يرويه غيري(١)، بالرغم أن السامعين لصحيح البخاري لم يحدث لهم ما حدث لأصحاب الإمام زيد # من القتل والتشريد والتعذيب، وما جرى على البخاري يجري على هذا من هذه الناحية.
روايته أحاديث الفضائل
  وقد قدحوا فيه كعادتهم لروايته لبعض الأحاديث الدالة على فضل أهل البيت $، والتي رووها هم بأنفسهم في الصحاح والمسانيد والمعاجم والسنن، وقد أخرجها منها شراح المجموع، وعضدوها بشواهد ومتابعات، ومن القرآن قوله تعالى: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣] وقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣] وغيرها من الآيات كآية المباهلة، قال الإمام القاسم بن محمد #: ومما نقموا عليه روايته لفضائل أهل بيت النبي ÷، التي تخالف مذهبهم، وهذه عادتهم، إنهم يقدحون بمجرد المخالفة للمذهب ولو كان حقاً، ويعدلون من روى لهم أصول مذهبهم ولو كان فاسقاً، فأعدوا أويساً القرني وهو سيد التابعين من الضعفاء، وقال البخاري: في إسناده نظر، وعدلوا مروان بن الحكم ونظراءه(٢) كمن قدمنا ذكرهم، وحريز بن عثمان، وعنبسة بن سعد بن العاص، والجوزجاني، وغيرهم كثير.
عدم مخالطته لحفاظ عصره
  ومن الأمور التي جعلوها قدحاً عدم مخالطته لحفاظ عصره، وانقطاعه إلى الإمام زيد بن علي #، وغيره من أئمة أهل البيت $، وكونه يرى الخروج
(١) توضيح الأفكار ١/ ٥٨، هدي الساري ١/ ٥، سير أعلام النبلاء ١٥/ ١٢.
(٢) الروض النضير ١/ ٤٤، وللمزيد من ذلك راجع مقدمة كتاب الاعتصام للإمام القاسم بن محمد #.