المجموع الحديثي والفقهي
  منا شيئاً فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع»(١).
  وأما بعد وفاته ÷ فقد كثرت نسبة الأحاديث إليه وضعاً وتدليساً وتلبيساً على مراحل متفرقة، وفي أوقات مختلفة، ولأغراض متعددة، ولم تسلم الأحاديث من الإسرائيليات، قال السيد العلامة المحقق صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير المتوفى سنة ٩١٤ هـ: وأما السنة النبوية والأحاديث المصطفوية، والآثار الصحابية، المروية عن سادات السلف، وعيون قادات الخلف، فإن الملاحدة وغيرهم من المبتدعة ممن شرد على الله، وافترى الكذب على رسوله وأهل بيته وأصحابه، وخَلَفهم الصالح من موارق الخوارج(٢)، وعتاة النواصب(٣)، وغلاة الروافض(٤)، وطغام الجبرية(٥)، والمشبهة(٦)، وهمج القصاص والوعاظ والحشوية(٧)، وأغتام الظاهرية(٨)، والكرَّامية(٩)، والخطَّابية(١٠)، وغيرهم من أهل الاعتقادات الردية والمقالات الفرية، استرسلوا في وضع الأحاديث والآثار، حتى طار ما اختلقوه كل مطار، وانتشر ذلك في الأنجاد والأغوار، وسار في ديار الإسلام ما لم يسر قمر حيث سار، وكاد يغلب في
(١) رواه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد (خ)، وأخرجه الترمذي ٥/ ٣٣، وقال: هذا حديث صحيح، وابن ماجة ١/ ٨٥، وغيرهم.
(٢) هم الذين فارقوا الإمام علياً # وقاتلوه يوم النهروان، وسموا مارقة لمروقهم من الدين كما أخبر بذلك الرسول الأمين صلى الله عليه وعلى أله الطاهرين (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية).
(٣) هم الذين يبغضون الإمام علي #، أو أهل بيته الكرام، وينكرون فضائلهم.
(٤) هم الذين رفضوا نصرة الإمام زيد بن علي #، ويطلق أيضاً على من رفض أي قائم حق من آل محمد # في أي زمان.
(٥) هم الذي يقولون بأن أفعال العباد من الله وأنه هو الذي أجبرهم عليها.
(٦) هم الذين يشبهون الله بخلقه وأثبتوا له أعضاء تعالى الله عما يقولون.
(٧) هم الذين يحشون الأحاديث المكذوبة التي لا أصل لها.
(٨) هم الذي يعتمدون على ظواهر النصوص.
(٩) نسبة إلى محمد بن كرام السجستاني المجسم، توفي سنة ٢٥٥ هـ.
(١٠) نسبة إلى أبي الخطاب محمد بن أبي زينب.