باب فى أغلاط العرب
صفحة 480
- الجزء 2
  وكقول بشّار فى قول كثيّر:
  ألا إنما ليلى عصا خيزرانة ... إذا غمزوها بالأكفّ تلين
  لقد قبح بذكره العصا فى لفظ الغزل؛ هلا قال كما قلت:
  وحوراء المدامع من معد ... كأنّ حديثها (قطع الجمان)
  إذا قامت لسبحتها تثنّت ... كأنّ عظامها من خيزران(١)
  وكان الأصمعىّ يعيب الحطيئة ويتعقبه، فقيل له فى ذلك، فقال: وجدت شعره كله جيدا، فدلّنى على أنه كان يصنعه. وليس هكذا الشاعر المطبوع: إنما الشاعر المطبوع الذى يرمى بالكلام على عواهنه: جيّده على رديئه. وهذا باب فى غاية السعة. وتقصّيه يذهب بنا كل مذهب. وإنما ذكرت طريقه (وسمته) لتأتمّ بذلك، وتتحقّق سعة طرقات القوم فى القول. فاعرفه بإذن الله تعالى.
  * * *
(١) السبحة بضم السين: صلاة النافلة.