الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى تعارض السماع والقياس

صفحة 165 - الجزء 1

  فقوله (تره) مما أجرى فى الوصل مجراه فى الوقف، أراد: إلا تر، ثم بين الحركة فى الوقف بالهاء، فقال: تره» ثم وصل ما كان وقف عليه.

  فأما قوله:

  أتوا نارى، فقلت منون أنتم؟ ... فقالوا: الجنّ؛ قلت: عموا ظلاما⁣(⁣١)

  ويروى:

  منون قالوا ... سراة الجنّ قلت عموا ظلاما⁣(⁣٢)

  فمن رواه هكذا فإنه أجرى الوصل مجرى الوقف.

  فإن قلت: فإنه فى الوقف إنما يكون «منون» ساكن النون، وأنت فى البيت قد حرّكته، فهذا إذا ليس على نيّة الوقف، ولا على نيّة الوصل، فالجواب أنه لمّا أجراه فى الوصل على حدّه فى الوقف، فأثبت الواو والنون التقيا ساكنين، فاضطرّ حينئذ إلى أن حرّك النون لإقامة الوزن. فهذه الحركة إذا إنما هى حركة


= كالرّيح حول القنّه ... إلا تره تظنّه

الكنة امرأة الابن أو الأخ، قال سيبويه: بقت ولدا وبقت كلاما كقولك نثرت ولدا ونثرت كلاما. وامرأة مبقّة: مفعلة من ذلك، المفنة: التى تأتى بفنون من العجائب. وانظر اللسان (بقق، سمع). والمعنّة: المعترضة، ويروى: سمعنّة نظرنّة، بالضم، وهى التى إذا تسمعت أو تبصرت فلم تر شيئا تظنّته تظنّيا، أى عملت بالظن «وسمعنّة نظرنّه»، أى جيدة السمع والنظر. وانظر اللسان (سمع). والعنة: الحظيرة من الخشب، والقنة: الأكمة أو الجبل المستطيل.

(١) البيت من الوافر، وهو لشمر بن الحارث فى الحيوان ٤/ ٤٨٢، ٦/ ١٩٧، وخزانة الأدب ٦/ ١٦٧، ١٦٨، ١٧٠، والدرر ٦/ ٢٤٦، ولسان العرب (حد)، (منن)، ونوادر أبى زيد ١٢٣، ولسمير الضبّى فى شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٨٣، ولشمر أو لتأبط شرا فى شرح التصريح ٢/ ٢٨٣، وشرح المفصل ٤/ ١٦، ولأحدهما أو لجذع بن سنان فى المقاصد النحوية ٤/ ٤٩٨ وبلا نسبة أمالى ابن الحاجب ١/ ٤٦٢، وأوضح المسالك ٤/ ٢٨٢، وجواهر الأدب ص ١٠٧، والحيوان ١/ ٣٢٨، والدرر ٦/ ٣١٠، ورصف المبانى ص ٤٣٧، وشرح الأشمونى ٢/ ٦٤٢، وشرح ابن عقيل ص ٦١٨، وشرح شواهد الشافية ص ٢٩٥، والكتاب ٢/ ٤١١، ولسان العرب (أنس)، (سرا) والمقتضب ٢/ ٣٠٧، والمقرب ١/ ٣٠٠، وهمع الهوامع ٢/ ١٥٧، ٢١١.

(٢) سبق تخريجه.