باب فى أن العلة إذا لم تتعد لم تصح
  وكذلك قولهم: عضة، محذوفها الواو؛ لقولهم فيها: عضوات؛ قال:
  هذا طريق يأزم المآزما ... وعضوات تقطع اللهازما(١)
  وقالوا أيضا: ضعة، وهى من الواو مفتوحة الأوّل؛ ألا تراه قال:
  * متّخذا من ضعوات تولجا(٢) *
  فهذا وجه فساد العلل إذا كانت واقفة غير متعدّية. وهو كثير، فطالب فيه بواجبه، وتأمّل ما يرد عليك من أمثاله.
  * * *
= فى القرآن يقرأ على ضروب: فمن قرأ «لم يتسنّه وانظر» فوصل بالهاء فهو مأخوذ من «سانهت» ومن جعله من الواو قال فى الوصل: «لم يتسنّ وانظر» فإذا وقف قال: «لم يتسنّه» فكانت الهاء زائدة لبيان الحركة، بمنزلة الهاء فى قوله: «فبهداهم اقتده»، و «كتابيه» و «حسابيه».
(١) الرجز بلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٢٨٩، وجواهر الأدب ص ٩٦، وخزانة الأدب ٦/ ٤٤٢، وشرح المفصل ٥/ ٣٨، والكتاب ٣/ ٣٦٠، ولسان العرب (أزم)، (عضه)، ومجالس ثعلب ١/ ٤٤، والممتع فى التصريف ٢/ ٦٢٥، والمنصف ١/ ٥٩، ٣/ ٣٨، ١٢٧، والمخصص ١٤/ ٧، وتاج العروس (أزم)، (عضه). ويروى عصوات، وهى جمع عصا، وأنشد الأصمعى عن أبى مهديّة. و «تمشق» بدل «تقطع» وتمشق: تضرب. والمأزم: كل طريق ضيّق بين جبلين.
(٢) الرجز لجرير فى ديوانه ص ١٨٦، ١٨٧، ولسان العرب (دلج)، (ولج)، (ضعا)، والتنبيه والإيضاح ١/ ٢٢٣، وكتاب العين ٢/ ١٩٥، وتاج العروس (دلج)، (ضعا)، وبلا نسبة فى لسان العرب (تلج)، ومقاييس اللغة ٣/ ٣٦٢، ومجمل اللغة ٣/ ٢٨٢، وديوان ٢/ ٣٦، والمخصص ٧/ ١٨٢. والضعوات: جمع ضعة لنبت مثل الثمام. والتولج: كناس الظبى أو الوحش الذى يلج فيه، التاء فيه مبدلة من الواو. وانظر اللسان (ضعو، ولج).