باب فى الاعتلال لهم بأفعالهم
صفحة 214
- الجزء 1
  قال: مررت برجل قائمين أخواه فأجراه مجرى قاما أخواه فإنه يقول: مررت برجل أبوى عشرة أبواه. والتثنية فى (أبوى عشرة) من وجه تقوى، ومن آخر تضعف. أمّا وجه القوّة فلأنها بعيدة عن اسم الفاعل الجارى مجرى الفعل، فالتثنية فيه - لأنه اسم - حسنة؛ وأمّا وجه الضعف فلأنه على كل حال قد أعمل فى الظاهر، ولم يعمل إلا لشبهه بالفعل؛ وإذا كان كذلك وجب له أن يقوى شبه الفعل؛ ليقوم العذر بذلك فى إعماله عمله؛ ألا ترى أنهم لمّا شبّهوا الفعل باسم الفاعل فأعربوه كنفوا هذا المعنى بينهما، وأيّدوه بأن شبّهوا اسم الفاعل بالفعل فأعملوه. وهذا فى معناه واضح سديد كما تراه.
  وأمثال هذا فى الاحتجاج لهم بأفعالهم كثيرة، وإنما أضع من كل شيء رسما ما، ليحتذى. فأما الإطالة والاستيعاب فلا.
  * * *