الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى مراتب الأشياء

صفحة 275 - الجزء 1

  غير أن الجرّ لربّ لا للواو، كما أن النصب فى الفعل إنما هو لأن المضمرة، لا للفاء ولا للواو ولا (لأو).

  ومن ذلك ما حذف من الأفعال وأنيب عنه غيره. مصدرا كان أو غيره؛ نحو ضربا زيدا، وشتما عمرا. وكذلك دونك زيدا، وعندك جعفرا، ونحو ذلك: من الأسماء المسمّى بها الفعل. فالعمل الآن إنما هو لهذه الظواهر المقامات مقام الفعل الناصب.

  ومن ذلك ما أقيم من الأحوال المشاهدة مقام الأفعال الناصبة؛ نحو قولك إذا رأيت قادما: خير مقدم، أى قدمت خير مقدم. فنابت الحال المشاهدة مناب الفعل الناصب. وكذلك قولك للرجل يهوى بالسيف ليضرب به: عمرا، وللرامى للهدف إذا أرسل النزع فسمعت صوتا: القرطاس والله: أى اضرب عمرا، وأصاب القرطاس.

  فهذا ونحوه لم يرفض ناصبه لثقله؛ بل لأن ما ناب عنه جار عندهم مجراه، ومؤد تأديته. وقد ذكرنا فى كتابنا الموسوم «بالتعاقب» من هذا النحو ما فيه كاف بإذن الله تعالى.

  * * *


= وسر صناعة الإعراب ٢/ ٤٩٣، ٥٠٢، ٦٣٩، وشرح الأشمونى ١/ ١٢، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٢، وشرح المفصل ٢/ ١١٨، والعقد الفريد ٥/ ٥٠٦، والكتاب ٤/ ١١٠ ولسان العرب (هرجب)، (قيد)، (قتم)، (وجه)، وهمع الهوامع ٢/ ٨٠، وكتاب العين ١/ ١٨٨، وتاج العروس (وجه).