الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب [فى] الاستغناء بالشئ عن الشئ

صفحة 279 - الجزء 1

  جمع الكثرة. فأمّا جيران فقد أتوا فيه بمثال القلّة؛ أنشد الأصمعىّ:

  * مذمّة الأجوار والحقوق*

  وذكره أيضا ابن الأعرابىّ فيما أحسب. فأمّا دراهم، ودنانير، ونحو ذلك - من الرباعىّ وما ألحق به - فلا سبيل فيه إلى جمع القلّة. وكذلك اليد التى هى العضو، قالوا فيها أيد البتّة. فأمّا أياد فتكسير أيد لا تكسير يد؛ وعلى أن (أياد) أكثر ما تستعمل فى النعم، لا فى الأعضاء. وقد جاءت أيضا فيها؛ أنشد أبو الخطّاب:

  ساءها ما تأمّلت فى أيادي ... نا وإشناقها إلى الأعناق⁣(⁣١)

  وأنشد أبو زيد:

  أمّا واحدا فكفاك مثلى ... فمن ليد تطاوحها الأيادى⁣(⁣٢)

  ومن أبيات المعانى فى ذلك [قوله]:

  ومستامة تستام وهى رخيصة ... تباع بساحات الأيادى وتمسح⁣(⁣٣)

  (مستامة) يعنى أرضا تسوم فيها الإبل، من السير لا من السوم الذى هو البيع، و (تباع) أى تمدّ فيها الإبل أبواعها، وأيديها، و (تمسح) من المسح وهو القطع، من قول الله تبارك وتعالى: {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ}⁣[ص: ٣٣] وقال العجّاج:

  وخطرت فيه الأيادى وخطر ... راى إذا أورده الطعن صدر⁣(⁣٤)


(١) البيت لعدى بن زيد فى ديوانه ص ١٥٠، وشرح المفصل ٥/ ٧٤، ولسان العرب (شنق)، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٧/ ٤٨١، ولسان العرب (يدى) وتاج العروس (يدى)، ويروى (أسيافنا) مكان (إشناقها). والإشناق: أن ترفع يده بالغل إلى عنقه.

(٢) البيت لنفيع (أو نقيع) بن حرموز فى شرح شواهد الإيضاح ص ٥٢٣، ونوادر أبى زيد ص ٥٦، وبلا نسبة فى شرح المفصل ٥/ ٧٥، ولسان العرب (طوح)، (يدى).

(٣) البيت لذى الرمّة فى ملحق ديوانه ص ١٨٥٦، ولسان العرب (مسح)، (بوع)، (سوم)، وتاج العروس (بوع)، وبلا نسبة فى مقاييس اللغة (١/ ٣١٩).

(٤) الرجز فى ديوانه ١/ ٥٧، والكتاب ٣/ ٥٩٦، والمقتضب ١/ ١٥٣، وبلا نسبة فى المنصف =