باب [فى] الاستغناء بالشئ عن الشئ
  وقال الراجز:
  كأنه بالصحصحان الأنجل ... قطن سخام بأيادى غزّل(١)
  ومن ذلك استغناؤهم بقولهم: ما أجود جوابه عن (هو أفعل منك) من الجواب. فأمّا قولهم: ما أشدّ سواده، وبياضه، وعوره، وحوله، فما لا بدّ منه.
  ومنه أيضا استغناؤهم باشتدّ وافتقر عن قولهم: فقر، وشدّ. وعليه جاء فقير. فأمّا شدّ فحكاها أبو زيد فى المصادر، ولم يحكها سيبويه. ومن ذلك استغناؤهم عن الأصل مجرّدا من الزيادة بما استعمل منه حاملا للزيادة، وهو صدر صالح من اللغة. وذلك قولهم (حوشب) هذا لم يستعمل منه (حشب) عارية من الواو الزائدة، ومثله (كوكب) ألا ترى أنك لا تعرف فى الكلام (حشب) عاريا من الزيادة، ولا (ككب) ومنه قولهم (دودرّى) لأنا لا نعرف (ددر) ومثله كثير فى ذوات الأربعة. وهو فى الخمسة أكثر منه فى الأربعة. فمن الأربعة فلنقس(٢)، وصرنفح(٣)، وسميدع، وعميثل(٤)، وسرومط(٥)، وجحجبى(٦)، وقسقبّ، وقسحبّ(٧)، وهرشفّ(٨). ومن ذوات الخمسة جعفليق، وحنبريت، ودردبيس،
= ٢/ ١٤٤، والمخصص ٦/ ٢٠٤، ١٧/ ٧٤، ويروى (أيدى الكماة) مكان (فيه الأيادى).
والرواية فيه:
* وخطرت أيدى الكماة وخطر*
(١) الرجز لجندل بن المثنى الحارثى الطهوى فى لسان العرب (رود)، (غزل) (هجل)، (سخم)، (يدى)، وتاج العروس (رود)، (غزل)، (هجل)، (سخم)، (ثجل) (يدى)، وأساس البلاغة (سخم)، وبلا نسبة فى شرح المفصل ٥/ ٧٤، وديوان الأدب ١/ ٤٤٦. الصحصحان: ما استوى من الأرض. الأنجل: الواسع. السّخام من القطن: اللين. اللسان (سخم).
(٢) الفلنقس: البخيل اللئيم، الفلنقس: الذى أبوه مولى وأمه عربية. اللسان (فلقس).
(٣) الصّرنفح: الشديد الخصومة والصوت. اللسان (صرفح).
(٤) العميثل: الذى يطيل ثيابه، والعميثل من كل شيء: البطيء لعظمه أو ترهّله. وانظر اللسان (عمثل).
(٥) سرومط: الجمل الطويل.
(٦) جحجبى: حىّ من الأنصار.
(٧) قسقب، وقسحب: الضخم.
(٨) الهرشفّ والهرشفة: العجوز البالية، ومن الرجال: الكبير المهزول. والهرشفّ: الكثير الشرب. اللسان (هرشف).