باب من غلبة الفروع على الأصول
  وقولهم ها الله ذا، أجروه مجرى دابّة، وقوله:
  ومن يتّق فإن الله معه ... ورزق الله مؤتاب وغادى(١)
  أجرى (تق(٢) ف) مجرى علم حتى صار (تقف) كعلم، كذلك أيضا أجروا اللازم مجرى غير اللازم فى قول الله سبحانه {أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى}[القيامة: ٤٠] فأجرى النصب مجرى الرفع الذى لا تلزم فيه الحركة ومجرى الجزم الذى لا يلزم فيه الحرف أصلا، وكما حمل النصب على الجرّ فى التثنية والجمع الذى على حدّ التثنية، كذلك حمل الجرّ على النصب فيما لا ينصرف، وكما شبّهت الياء بالألف فى قوله:
  * كأنّ أيديهنّ بالقاع القرق(٣) *
  وقوله:
  * يا دار هند عفت إلا أثافيها(٤) *
  كذلك حملت الألف على الياء فى قوله - فيما أنشد أبو زيد -:
(١) البيت بلا نسبة فى الدرر ١/ ١٦١، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٢٩٩، وشرح شواهد الشافية ص ٢٢٨، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٤٨، ولسان العرب (أدب)، (وقى)، والمحتسب ١/ ٣٦١، وهمع الهوامع ١/ ٥٢.
(٢) فى اللسان (وقى) فإنما أدخل جزما على جزم؛ وقال ابن سيده: فإنه أراد يتّق فأجرى تقف، من يتق فإنّ، مجرى علم فخفف، كقولهم علم فى علم.
(٣) بعده:
* أيدى نساء يتعاطين الورق*
وهو مما نسب إلى رؤبة فى الديوان ١٧٩، وانظر الخزانة ٣/ ٥٢٩، وأمالى ابن الشجرى ١/ ١٠٥. (نجار). وهو فى وصف إبل بسرعة السير. والقرق المكان المستوى لا حجارة فيه. وانظر اللسان (قرق).
(٤) صدر بيت للحطيئة فى ديوانه ص ٢٤٠، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣١٩، ولبعض السعديين فى شواهد الشافية ١٠/ ١٠٠٠، ١٠٢، والكتاب ٣/ ٣٠٦، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١/ ٢٦٨، ٦/ ١٠٨، ٨/ ٤٩، وخزانة الأدب ٦/ ٣٩٧، ٨/ ٣٤٧، وشرح المفصل ١٠/ ١٠٠، ١٠٢، ولسان العرب (تفا)، والمحتسب ١/ ١٢٦، ٢/ ٣٤٣، والمنصف ٢/ ١٨٥، ٣/ ٨٢، وعجزه:
* بين الطوىّ فصارات فواديها*