باب فى الاعتراض
  وقال الله ø: {هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ}[ص: ٥٧]. فقوله تعالى: {فَلْيَذُوقُوهُ} اعتراض بين المبتدأ وخبره. وقال رؤبة:
  إنى وأسطار سطرن سطرا ... لقائل يا نصر نصر نصرا(١)
  فاعترض بالقسم بين اسم إنّ وخبرها.
  والاعتراض فى شعر العرب ومنثورها كثير وحسن، ودالّ على فصاحة المتكلم وقوّة نفسه وامتداد نفسه، وقد رأيته فى أشعار المحدثين، وهو فى شعر إبراهيم بن المهدىّ أكثر منه فى شعر غيره من المولّدين.
  * * *
(١) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٧٤، ولسان العرب (نصر)، وتاج العروس (نصر)، ومقاييس اللغة ٥/ ٤٣٦، ومجمل اللغة ٤/ ٤٠٨، وخزانة الأدب ٢/ ٢١٩، والدرر ٤/ ٢٢، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٤٣، وشرح المفصل ٢/ ٣، والكتاب ٢/ ١٨٥، ١٨٦، ولذى الرمة فى شرح شذور الذهب ص ٥٦٤، وليس فى ديوانه، وبلا نسبة فى لسان العرب (سطر)، وتهذيب اللغة ١٢/ ٣٢٧، وتاج العروس (سطر)، (نصر)، (الياء) وأسرار العربية ص ٢٩٧، والأشباه والنظائر ٤/ ٨٦، والدرر ٦/ ٢٦، ومغنى اللبيب ٢/ ٣٨٨، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٩، والمقتضب ٤/ ٢٠٩، وهمع الهوامع ١/ ٢٤٧، ٢/ ١٢١. البيت فى الكتاب (٢/ ١٨٥) لرؤبة وتبعه ابن القطاع فأنشده هكذا ولكن لم يعين القائل. قال الصاغانى وليس لرؤبة ومع هذا هو تصحيف (والرواية: «يا نضر نضرا نضرا» بالضاد المعجمة ونضر هذا هو حاجب نصر بن سيار بالصاد المهملة) وبعده:
بلغك الله فبلغ نصرا ... نصر بن سيار يثبنى وفرا