الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى التقديرين المختلفين لمعنيين مختلفين

صفحة 345 - الجزء 1

  أبالموت الذى لا بدّ أنى ... ملاق لا أباك تخوّفينى⁣(⁣١)

  أراد: لا أبا لك؛ فحذف اللام من جارى عرف الكلام. وقال جرير:

  يا تيم تيم عدىّ لا أبا لكم ... لا يلقينّكم فى سوأة عمر⁣(⁣٢)

  وهذا أقوى دليل على كون هذا القول مثلا لا حقيقة؛ ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون للتّيم كلّها أب واحد، ولكن معناه: كلكم أهل للدعاء عليه والإغلاظ له.

  وقال الحطيئة:

  أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللّوم أو سدّوا المكان الذى سدّوا⁣(⁣٣)

  فإن قلت: فقد أثبت الحطيئة فى هذا البيت ما نفيته أنت فى البيت الذى قبله، وذلك أنه قال (لأبيكم) فجعل للجماعة أبا واحدا، وأنت قلت هناك: إنه لا يكون لجماعة تيم أب واحد؛ فالجواب عن هذا من موضعين: أحدهما ما قدّمناه من أنه لا يريد حقيقة الأب، وإنما غرضه الدعاء مرسلا ففحّش بذكر الأب على ما مضى.

  والآخر أنه قد يجوز أن يكون أراد بقوله (لأبيكم) الجمع؛ أى لا أبا لآبائكم.


(١) البيت لأبى حيّة النميرى فى ديوانه ص ١٧٧، وخزانة الأدب ٤/ ١٠٠، ١٠٥، ١٠٧، والدرر ٢/ ٢١٩، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١١، ولسان العرب (خعل)، (أبى)، (فلا)، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٣/ ١٣٢، وشرح التصريح ٢/ ٢٦، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٥٠١، وشرح شذور الذهب ص ٤٢٤، وشرح المفصل ٢/ ١٠٥، واللامات ص ١٠٣، والمقتضب ٤/ ٣٧٥، والمقرب ١/ ١٩٧، والمنصف ٢/ ٣٣٧، وهمع الهوامع ١/ ٣٣٧.

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٢١٢، والأزهية ص ٢٣٨، والأغانى ٢١/ ٣٤٩، وخزانة الأدب ٢/ ٢٩٨، ٣٠١، ٤/ ٩٩، ١٠٧، والدرر ٦/ ٢٩، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٤٢، وشرح شواهد المغنى ٢/ ٨٥٥، وشرح المفصل ٢/ ١٠، والكتاب ١/ ٥٣، ٢/ ٢٠٥، واللامات ص ١٠١، ولسان العرب (أبى) والمقاصد النحوية ٤/ ٢٤٠، والمقتضب ٤/ ٢٢٩، ونوادر أبى زيد ص ١٣٩، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٤/ ٢٠٤، وأمالى ابن الحاجب ٢/ ٧٢٥، وجواهر الأدب ص ١٩٩، ٤٢١، وخزانة الأدب ٨/ ٣١٧، ١٠/ ١٩١، ورصف المبانى ص ٢٤٥، وشرح الأشمونى ٢/ ٤٥٤، وشرح ابن عقيل ص ٥٢٢، وشرح المفصل ٢/ ١٠٥، ٣/ ٢١ ومغنى اللبيب ٢/ ٤٥٧، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٢.

(٣) انظر الديوان والكامل ٥/ ١٥٤. (نجار).