الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى أن ما قيس على كلام العرب

صفحة 362 - الجزء 1

  اشهاببت، وادهاممت، وابياضضت، واسواددت؛ والواو فى نحو اغدودن، واعشوشب، واخلولق، واعروريت، واذلوليت⁣(⁣١)، واقطوطيت⁣(⁣٢)، واحلوليت.

  وإذا كانت النون فى باب احرنجم واقعنسس إنما هى أيضا محمولة على الواو والألف فى هذه الألفاظ التى ذكرناها (وغيرها) وجب أن تضارعها، وهى أقوى شبها بها. وإنما يقوى شبهها بها إذا كانت غنّاء، وإنما تكون كذلك إذا وقعت قبل حروف الفم، نحوها فى اسحنكك، واقعنسس، واحرنجم، واخرنطم⁣(⁣٣). وإذا كان كذلك لم يجز أن يقع بعدها حرف حلقى؛ لأنها إذا كانت كذلك كانت من الفم، وإذا كانت من الفم سقطت غنّتها، وإذا سقطت غنّتها زال شبهها بحرفى المدّ: الواو والألف. فلذلك أنكره الخليل، وقال: هذا لا يكون. وذلك أنه رأى نون (ارفنعع) فى موضع لا تستعملها العرب فيه إلا غنّاء غير مبيّنة، فأنكره، وليست كذلك فى اقعنسس لأنها قبل السين، وهذا موضع تكون فيه مغنّة مشابهة لحرفى اللين، ولهذا ما كانت النون فى (عجنّس)⁣(⁣٤) و (هجنع)⁣(⁣٥) كباء (عدبّس)⁣(⁣٦) ولامى (شلعلع)⁣(⁣٧) ولم يقطع على أن الأولى منهما لزائدة، كما قطع على نون (جحنفل) بذلك من حيث كانت مدغمة، وادّغامها يخرجها من الألف؛ لأنها تصير إلى لفظ المتحركة بعدها، وهى من الفم. وهذا أقوى ما يمكن أن يحتجّ به فى هذا الموضع.

  وعلى ما نحن عليه فلو قال لك قائل: كيف تبنى من ضرب مثل (حبنطى)؛ لقلت فيه: (ضرنبى). ولو قال: كيف تبنى مثله من قرأ؛ لقلت: هذا لا يجوز؛


(١) اذلولى: ذلّ وانقاد. اللسان (ذلا).

(٢) القطو: مقاربة الخطو مع النشاط، يقال منه: قطا فى مشيته يقطو، واقطوطى مثله، اللسان (قطا).

(٣) واخرنطم الرجل: عوّج خرطومه وسكت على غضبه، وقيل: رفع أنفه واستكبر والمخرنطم: الغضبان المتكبر مع رفع رأسه. اللسان (خرطم).

(٤) العجنس: الجمل الشديد الضخم.

(٥) الهجنع: هو الطويل الضخم.

(٦) العدبّس: هو الجمل الضخم.

(٧) الشلعلع: الطويل.