(باب فيما يرد) عن العربى مخالفا لما عليه الجمهور
صفحة 385
- الجزء 1
  تقرءان، إلا أنه خفّف من غير تعويض. وحدّثنا(١) أبو بكر محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى قال: شبّه «أن» بـ «ما» فلم يعملها كما لم يعمل ما.
  فأمّا ما حكاه الكسائىّ عن قضاعة من قولها: مررت به، والمال له؛ فإنّ هذا فاش فى لغتها كلها لا فى واحد من القبيلة، وهذا غير الأوّل.
  فإن كان الرجل الذى سمعت منه تلك اللغة المخالفة للغات الجماعة مضعوفا فى قوله، مألوفا منه لحنه وفساد كلامه حكم عليه ولم يسمع ذلك منه. هذا هو الوجه، وعليه ينبغى أن يكون العمل. وإن كان قد يمكن أن يكون مصيبا فى ذلك لغة قديمة، مع ما فى كلامه من الفساد فى غيره، إلا أنّ هذا أضعف القياسين.
  والصواب أن يردّ ذلك عليه ولا يتقبّل منه. فعلى هذا مقاد هذا الباب فاعمل عليه.
  * * *
(١) وانظر القصة فى اللسان (أنن).