باب فى إمساس الألفاظ أشباه المعانى
صفحة 516
- الجزء 1
  ومنه الطّفل للصبىّ لضعفه، والطّفل للرّخص، وهو ضدّ الشّثن، والتفل للريح المكروهة، فهى منبوذة مطروحة. وينبغى أن تكون (الدّفلى)(١) من ذلك لضعفه عن صلابة النّبع والسّراء والتنضب، والشّوحط. وقالوا: الدفر للنتن، وقالوا للدنيا (أمّ دفر) سبّ لها وتوضيع منها. ومنه (الفلتة) لضعفة الرأى، وفتن المغزل، لأنه تثنّ واستدارة، وذاك إلى وهى وضعفة، والفطر: الشقّ، وهو إلى الوهن.
  الآن قد أنّستك بمذهب القوم فيما هذه حاله، ووقفتك على طريقه، وأبديت لك عن مكنونه، وبقى عليك أنت التنبّه لأمثاله، وإنعام الفحص عمّا هذه حاله؛ فإننى إن زدت على هذا مللت وأمللت. ولو شئت لكتبت من مثله أوراقا مئين، فأبه له ولا طفه، ولا تجف عليه فيعرض عنك ولا يبهأ بك.
  * * *
(١) الدفلى: شجر مرّ أخضر يكون فى الأودية.