الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى مشابهة معانى الإعراب معانى الشعر

صفحة 522 - الجزء 1

  ومنه قولهم حكاية عن الشيخ: بما لا أخشّى بالذئب؛ أى هذا الضعف بتلك القوّة.

  ومنه أبيات العجّاج [أنشدناها سنة إحدى وأربعين]⁣(⁣١):

  إمّا ترينى أصل القعّادا ... وأتّقى أن أنهض الإرعادا

  من أن تبدّلت بآدى آدا ... لم يك ينآد فأمسى انآدا⁣(⁣٢)

  وقصبا حنّى حتّى كادا ... يعود بعد أعظم أعوادا⁣(⁣٣)

  فقد أكون مرّة روّادا ... أطّلع النجاد فالنجادا

  وآخر من جاء به على كثرته شاعرنا [فقال]:

  وكم دون الثويّة من حزين ... يقول له قدومى ذا بذاكا⁣(⁣٤)

  فكشفه وحرّره. ويدلّ على الانتفاع بالتأسّى فى المصيبة قولها:

  ولو لا كثرة الباكين حولى ... على إخوانهم لقتلت نفسى

  وما يبكون مثل أخى ولكن ... أعزّى النفس عنه بالتأسىّ⁣(⁣٥)

  ومنه قول أبى دواد:

  ويصيخ أحيانا كما اس ... تمع المضلّ لصوت ناشد⁣(⁣٦)


(١) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ٢/ ٢٨٢.

(٢) الآد: القوة كالأيد. وانئاد: انثنى واعوج.

(٣) القصب: كل عظم ذى مخ.

(٤) البيتان من الوافر، وهما بلا نسبة فى المخصص ١٦/ ٢٢.

(٥) الشعر من مرثيتها لأخيها صخر، وانظر الديوان ٤٩. (نجار).

(٦) البيت من مجزوء الكامل، وهو لأبى دؤاد الإيادى فى ديوانه ص ٣٠٧، ولسان العرب (صيخ)، (نشد)، وجمهرة اللغة ص ٦٥٢، وتهذيب اللغة ٧/ ٤٧٩، ١١/ ٣٢٣، ٣٢٤، والمعانى الكبير ص ٧٥٣، وتاج العروس (صيخ)، (نشد)، (سمع)، وبلا نسبة فى المخصص ١٣/ ١٥١.