الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى مشابهة معانى الإعراب معانى الشعر

صفحة 525 - الجزء 1

  أى بشخص أو بإنسان مثل اليعفور، وهو واسع كثير. فلمّا كثر استعمالهم إيّاه وهو مجاز استعمال الحقيقة واستمرّ واتلأبّ، تجاوزوا به ذاك إلى أن أصاروه كأنه هو الأصل والحقيقة، فعادوا فاستعاروا معناه لأصله فقال:

  * ورمل كأوراك العذارى ... (⁣١) *

  وهذا من باب تدريج اللغة، وقد ذكر فيما مضى. وكان أبو علىّ | إذا أوجبت القسمة عنده أمرين كلّ واحد منهما غير جائز يقول فيه: قسمة الأعشى، يريد قوله:

  * فاختر وما فيهما حظّ لمختار⁣(⁣٢) *

  وسأله مرّة بعض أصحابه فقال له: قال الخليل فى ذراع: كذا وكذا، فما عندك أنت فى هذا⁣(⁣٣)؟ فأنشده مجيبا له:

  إذا قالت حذام فصدّقوها ... فإنّ القول ما قالت حذام⁣(⁣٤)

  ويشبه هذا ما يحكى عن الشعبىّ أنه ارتفع إليه فى رجل بخص عين رجل، ما الواجب فى ذلك؟ فلم يزدهم على أن أنشدهم بيت الراعى:


(١) سبق تخريجه.

(٢) عجز بيت من البسيط، وهو للأعشى فى ديوانه ص ٢٢٩، ولسان العرب (عبد). وصدره:

* فقال: ثكل وغدر أنت بينهما*

(٣) أى فى تسمية المذكر بذراع، هل يصرف أو يمنع من الصرف. ورأى الخليل صرفه. اللسان (ذرع).

(٤) البيت من الوافر، وهو للجيم بن صعب فى شرح التصريح ٢/ ٢٢٥، وشرح شواهد المغنى ٢/ ٥٩٦، والعقد الفريد ٣/ ٣٦٣، ولسان العرب (رقش)، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٧٠، وله أو لوشيم بن طارق فى لسان العرب (نصت)، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤/ ١٣١، وشرح الأشمونى ٢/ ٥٣٧، وشرح شذور الذهب ص ١٢٣، وشرح ابن عقيل ص ٥٨، وشرح قطر الندى ص ١٤، وشرح المفصل ٤/ ٦٤، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٧٥، ومغنى اللبيب ١/ ٢٢٠.