باب فى خلع الأدلة
  المتصل منه آثر فى نفوسهم، وأقرب رحما عندهم؛ حتى إنهم متى قدروا عليه لم يأتوا بالمنفصل مكانه.
  فلذلك لمّا غلب شبه الحرفية على المتصل بما ذكرناه: من خلع دلالة الاسمية عنه فى ذلك، وأولئك، وأنت، وأنت، وقاما أخواك، وقاموا إخوتك:
  و* ... يعصرن السليط أقاربه(١) *
  و* قلن الجوارى ما ذهبت مذهبا(٢) *
  حملوا المنفصل عليه فى البناء؛ إذ كان ضميرا مثله، وقد يستعمل فى بعض الأماكن فى موضعه؛ نحو قوله:
  * إليك حتى بلغت إياكا(٣) *
  أى بلغتك، وقول أبى بجيلة، - وهو بيت الكتاب -:
  كأنّا يوم قرّى إنّ ... ما نقتل إيّانا(٤)
(١) جزء من البيت وهو من الطويل، للفرزدق فى ديوانه ١/ ٤٦، والاشتقاق ص ٢٤٢، وتخليص الشواهد ص ٤٧٤، وخزانة الأدب ٥/ ١٦٣، ٥/ ٢٣٤، ٢٣٥، ٢٣٧، ٢٣٩، ٧/ ٣٤٦، والدرر ٢/ ٢٨٥، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٩١، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٣٦، ٦٢٦، وشرح المفصل ٣/ ٨٩، ٧/ ٧، والكتاب ٢/ ٤٠، ولسان العرب (سلط)، (دوف)، وبلا نسبة فى الجنى الدانى ص ١٥٠، والخزانة ٧/ ٤٤٦، ١١/ ٣٧٣، ورصف المبانى ص ١٩، ٣٣٢، وسر صناعة الإعراب ص ٤٤٦، ولسان العرب (خطأ)، وهمع الهوامع ١/ ١٦٠. وتتمة البيت:
ولكن ديافيّ أبوه وأمّه ... بحوران يعصران السليط أقاربه
السليط: الزيت.
(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (عيب)، (كعثب)، وتهذيب اللغة ٣/ ٣٠٥، وتاج العروس (عيب)، (كعثب). ويروى: قال بدلا من قلن. وبعده:
* وعبننى ولم أكن معيّبا*
(٣) الرجز لحميد الأرقط فى تخليص الشواهد ص ٩٢، وخزانة الأدب ٥/ ٢٨٠، ٢٨١، وشرح المفصل ٣/ ١٠١، ١٠٣، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٦٩، والإنصاف ص ٦٩٩، وتخليص الشواهد ص ٨٥، ورصف المبانى ص ١٣٨، والكتاب ٢/ ٣٦٢، واللمع فى العربية ص ١٨٩.
(٤) البيت من الهزج، وهو لذى الإصبع العدوانى فى ديوانه ص ٧٨ - ٧٩، وتاج العروس (قرر)، (حسن)، (أيا)، ولسان العرب (حسن)، (أيا)، وبلا نسبة فى المخصص ١٥/ ٨٨.