باب فى الشئ يرد مع نظيره مورده مع نقيضه
  فكان ذلك يكون نقضا للغرض، أو كالنقض له. فلذلك قلّ حتى وقع الاعتذار لما جاء منه مؤنّثا أو مجموعا.
  وممّا جاء من المصادر مجموعا ومعملا أيضا قوله:
  *مواعيد عرقوب أخاه بيثرب(١) *
  و (بيثرب).
  ومنه عندى قولهم: تركته بملاحس البقر أولادها. فالملاحس جمع ملحس؛ ولا يخلو أن يكون مكانا، أو مصدرا، فلا يجوز أن يكون هنا مكانا؛ لأنه قد عمل فى الأولاد فنصبها، والمكان لا يعمل فى المفعول به، كما أن الزمان لا يعمل فيه.
  وإذا كان الأمر على ما ذكرنا، كان المضاف هنا محذوفا مقدّرا، وكأنه قال: تركته بمكان ملاحس البقر أولادها؛ كما أن قوله:
  وما هى إلا فى إزار وعلقة ... مغار ابن همّام على حىّ خثعما(٢)
  محذوف المضاف، أى وقت إغارة ابن همام على حىّ خثعم؛ ألا تراه قد عدّاه إلى [(على) فى] قوله (على حىّ خثعما). ف (ملاحس البقر) إذا مصدر مجموع معمل فى المفعول به؛ كما أن (مواعيد عرقوب أخاه بيثرب) كذلك. وهو غريب.
  وكان أبو علىّ | يورد (مواعيد عرقوب) مورد الطريف المتعجّب منه.
  فأمّا قوله:
(١) عجز بيت من الطويل، ونسب لأكثر من شاعر، فهو لابن عبيد الأشجعى فى خزانة الأدب ١/ ٥٨، وللأشجعى فى لسان العرب (ترب)، (عرقب)، ولعلقمة فى جمهرة اللغة ص ١١٢٣، وللشماخ فى ملحق ديوانه ص ٤٣٠، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٤٣، وللشماخ أو للأشجعى فى الدرر ٥/ ٢٤٥، وشرح المفصل ١/ ١١٣ (بروايتين مختلفتين فى الصدر) وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ١٧٣، ٢٥٣، ١١٩٨، وشرح قطر الندى ص ٢٦١، والكتاب ١/ ٢٧٢، والمقرب ١/ ١٣١. وصدر البيت:
*وعدت وكان الخلف منك سجيّة*
(٢) البيت من الطويل، وهو لحميد بن ثور الهلالىّ فى الأشباه والنظائر ٢/ ٣٩٤، والكتاب ١/ ٢٣٥، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٤٧، وليس فى ديوانه، وبلا نسبة فى أمالى الحاجب ص ٣٥١، وشرح المفصل ٦/ ١٠٩، ولسان العرب (لحس)، (علق)، والمحتسب ٢/ ١٢١.