باب فى التطوع بما لا يلزم
  مقبّضا نفسىّ فى طمير ... تجمّع القنفذ فى الجحير(١)
  تنتهض الرعدة فى ظهيرى ... يهفو إلىّ الزور من صديرى(٢)
  مثل هرير الهرّ للهرير ... ظمآن فى ريح وفى مطير
  وأرز قرّ ليس بالقرير ... من لدما ظهر إلى سحير(٣)
  حتى بدت لى جبهة القمير ... لأربع غبرن من شهير
  ثم غدوت غرضا من فورى ... وقطقط البلّة فى شعيرى(٤)
  يقذفنى مور إلى ذى مور ... حتى إذا ورّكت من أييرى(٥)
  سواد ضيفيه إلى القصير ... رأت شحوبى وبذاذ شورى(٦)
  وجردبت فى سمل عفير ... راهبة تكنى بأمّ الخير(٧)
  جافية معوى ملاث الكور ... تحزم فوق الثوب بالزنّير(٨)
  تقسم استيا لها بنير ... وتضرب الناقوس وسط الدير(٩)
  قبل الدجاج وزقاء الطير ... قالت ترثّى لى ويح غيرى
  إنى أراك هاربا من جور ... من هذه السلطان قلت جير
(١) الطمير مصغر الطمر، وهو الثوب البالى.
(٢) الزور: أعلى الصدر أو وسطه، أو هو الصدر. والمناسب هنا أحد المعنيين الأولين.
(٣) الأرز: شدة البرد. يقال: ليلة آرزة.
(٤) غرضا أى قلقا. والقطقط: صغار البرد - بفتح الراء - وهو المطر المتفرق.
(٥) المور: الطريق. «أييرى» تصغير الأير، وهو الذكر.
(٦) الضيف فى الأصل: جانب الوادى، استعاره للذكر. وسواد الشئ: معظمه. والبذاذ: سوء الحالة ورثاثتها. والشور: الزينة.
(٧) جردبت أى بخلت بالطعام. والجردبة فى الطعام أن يستر ما بين يديه من الطعام بشماله لئلا يتناوله غيره. والسمل: الخلق من الثياب. وعفير: أى مصبوغ بصبغ بين البياض والحمرة. انظر اللسان (عفر).
(٨) الزنير لغة فى الزنار. وهو ما يلبسه النصرانىّ يشده فى وسطه.
(٩) الأستىّ: الثوب المسدّى. نير الثوب: علمه، والجمع أنيار، ويجوز أن يكون أراد بنير فغير للضرورة. قال: وعسى أن يكون النّير لغة فى النّير. اللسان (نير).