الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى التطوع بما لا يلزم

صفحة 36 - الجزء 2

  ما زلت فى منكظة وسير ... لصبية أغيرهم بغير⁣(⁣١)

  كلهم أمعط كالنغير ... وأرملات ينتظرن ميرى⁣(⁣٢)

  قالت ألا أبشر بكل خير ... ودهنت وسرّحت ضفيرى

  وأدمت خبزى من صيير ... من صير مصرين أو البحير⁣(⁣٣)

  وبزييت نمس مرير ... وعدس قشّر من قشير⁣(⁣٤)

  وقبصات من فغى تمير ... وأتأرتنى نظرة الشفير⁣(⁣٥)

  وجعلت تقذف بالحجير ... شطرى وما شطرى وما شطيرى

  حتى إذا ما استنفدت خبيرى ... قامت إلى جنبى تمسّ أيرى

  فزفّ رألى واستطير طيرى ... وقلت حاجاتك عند غيرى⁣(⁣٦)

  حقّرت ألا يوم قد سيرى ... إذ أنا مثل الفلتان العير⁣(⁣٧)

  حمسا ولما إضت كالنسير ... وحين أقعيت على قبيرى

  أنتظر المحتوم من قديرى ... كلا ومن منفعتى وخيرى

  بكفّه ومبدئى وحورى⁣(⁣٨)


(١) المنكظة: الجهد فى السفر والشدة. والغير: هو المير أى إحضار الميرة وهى الطعام يجلب.

(٢) الأمعط: من لا شعر على جسده. والنغير: طائر يشبه العصفور.

(٣) الصير: سمك مملوح يتخذ منه طعام. «مصرين» ضبط على أنه جمع وكأنه أراد مصر فجمعها باعتبار تعدد أقاليمها. وضبط أيضا بالتثنية، وهذا هو الأقرب ويراد البصرة والكوفة. اللسان (صير، مصر).

(٤) النمس: الفاسد المتغير.

(٥) القبصات جمع القبصة. وهو بضم القاف وفتحها: ما تناولته بأطراف أصابعك. والفغى: الردئ. ويقال: أتأره بصره: أتبعه إياه. والشفير تصغير الشفر، وهو للعين ما نبت عليه الشعر.

(٦) الرأل: ولد النعام، ويقال زف رأله إذا فزع ونفر، واستطير طيره: كناية عن فزعه.

(٧) قد سيره قد يريد به أنه طليق غير مقيد فقد قطع قيده، أو يريد جدته بجدة سيره. والعير: الحمار الوحشىّ. والفلتان: الجرئ، ويقال فرس فلتان: نشيط.

(٨) البيت الأول منها من الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (سدر)، وتاج العروس (سدر). وهذه - - القصيدة مجهولة القائل. الحور: الرجوع.