الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى التطوع بما لا يلزم

صفحة 40 - الجزء 2

  وينفق الأكثر والأقلا ... من كسب ما طاب وما قد حلا

  إذا الشحيح غلّ كفّا غلا ... بسّط كفّيه معا وبلا

  وحلّ زاد الرحل حلا حلا ... يرقب قرن الشمس إذ تدلّى

  حتى إذا ما حاجباها انغلا ... تحت الحجاب بادر المصلى⁣(⁣١)

  أقام وجه النضو ثم خلّى ... سبيله إذا تسدّى خلا⁣(⁣٢)

  أحذى القطيع الشارف الهبلا ... فجال مخطوف الحشى شملا⁣(⁣٣)

  حتى إذا أوفى بلالا بلا ... بدمعه لحيته وانغلا

  بها وفاض شرقا فابتلا ... جيب الرداء منه فارمعلا⁣(⁣٤)

  وحفز الشانين فاستهلا ... كما رأيت الوشلين انهلا⁣(⁣٥)

  حتى إذا حبل الدعاء انحلّا ... وانقاض زبرا جاله فابتلا⁣(⁣٦)

  أثنى على الله علا وجلا ... ثم انثنى من بعد ذا فصلّى

  على النبىّ نهلا وعلا ... وعمّ فى دعائه وخلا

  ليس كمن فارق واستحلا ... دماء أهل دينه وولىّ

  وجهته سوى الهدى مولّى ... مجتنبا كبرى الذنوب الجلّى

  مستغفرا إذا أصاب القلى ... لما أتى المزدلفات صلّى

  سبعا تباعا حلّهن حلا ... حتى إذا أنف الفجير جلّى

  برقعه ولم يسرّ الجلا ... هبّ إلى نضيّه فعلّى


(١) انغلا تحت الحجاب: أى دخلا تحته، يريد غروب الشمس.

(٢) تسدّاه: علاه وركبه. الخل: الطريق فى الرمل. والنضو: أى بعيره المهزول.

(٣) القطيع: السوط. الشارف: المسن من النوق. الشمل: السريع.

(٤) ارمعل: ابتل.

(٥) الشأنان: عرقان ينحدران من الرأس إلى الحاجبين ثم إلى العينين. والوشل: الماء القليل يتحلب من صخرة أو جبل يقطر قليلا قليلا.

(٦) الزبر: طىّ البئر بالحجارة. والجال: جانب البئر. وانقاض: تصدع وتشقق.