الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى التطوع بما لا يلزم

صفحة 45 - الجزء 2

  أعينىّ ساء الله من كان سرّه ... بكاؤكما ومن يحبّ أذاكما

  ولو أن منظورا وحبّة أسلما ... لنزع القذى لم يبرئا لى قذاكما⁣(⁣١)

  التزم الذال والكاف. وقالوا: حبّة امرأة هويها رجل من الجنّ يقال له منظور، وكانت حبّة تتطبّب بما يعلّمها منظور.

  وأنشد الأصمعىّ لغيلان الربعىّ:

  هل تعرف الدار بنعف الجرعاء ... بين رحا المثل وبين الميثاء⁣(⁣٢)

  كأنها باقى كتاب الإملاء ... غيّرها بعدى مرّ الأنواء

  نوء الثريّا أو ذراع الجوزاء ... قد أغتدى والطير فوق الأصواء⁣(⁣٣)

  مرتبئات فوق أعلى العلياء ... بمكرب الخلق سليم الأنقاء⁣(⁣٤)

  طرف تنقيناه خير الأفلاء ... لأمّهات نسبت وآباء

  ثمّت قاظ مرفها فى إدناء ... مداخلا فى طول وإغماء

  وفى الشعير والقضيم الأجباء ... وما أراد من ضروب الأشياء⁣(⁣٥)

  دون العيال وصغار الأبناء ... مقفى على الحىّ قصير الأظماء

  أمسوا فقادوهنّ نحو الميطاء ... بمائتين بغلاء الغلاء⁣(⁣٦)

  أوفيته الزرع وفوق الإيفاء ... قد فزّعوا غلمانها بالإيصاء

  مخافة السبق وجدّ الأنباء ... فلحقت أكبادهم بالأحشاء


(١) البيتان من الطويل، وهما بلا نسبة فى لسان العرب (حبب)، (نظر)، وتاج العروس (حبب)، (نظر).

(٢) نعف الجرعاء ورحا المثل والميثاء: مواضع.

(٣) الذراع: نجم من نجوم الجوزاء. والأصواء: جمع الصوى، وهو جمع الصوّة، وهو حجر يكون علامة.

(٤) مرتبئات: وصف من ارتبأ إذا أشرف. والأنقاء من العظام: ذوات المخ. واحدها نقى.

(٥) القضيم: شعير الدابة.

(٦) الميطاء: الأرض المنخفضة. الغلاء: أن يرفع يديه بالسهم يرميه ليبلغ أقصى الغاية.