الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى التطوع بما لا يلزم

صفحة 46 - الجزء 2

  باتت وباتوا كبلايا الأبلاء ... مطلنفئين عندها كالأطلاء⁣(⁣١)

  لا تطعم العيون نوم الإغفاء ... حتى إذا شقّ بهيم الظلماء

  وساق ليلا مرجحنّ الأثناء ... غبّره مثل حداء الحدّاء⁣(⁣٢)

  وزقت الديك بصوت زقّاء ... ثمت أجلين وفوق الإجلاء⁣(⁣٣)

  مستويات كنعال الحذّاء ... فهنّ يعبطن جديد البيداء⁣(⁣٤)

  ما لا يسوّى عبطه بالرفّاء ... يتبعن وقعا عند رجع الأهواء⁣(⁣٥)

  بسلبات كمساحى البنّاء ... يتركن فى متن أديم الصحراء

  مساحبا مثل احتفار الكمّاء ... وأسهلوهنّ دقاق البطحاء⁣(⁣٦)

  يثرن من أكدارها بالدّقعاء ... منتصبا مثل حريق القصباء⁣(⁣٧)

  كأنّها لمّا رآها الرّآء ... وأنشزتهنّ علاة البيداء

  ورفّع اللامع ثوب الإلواء ... عقبان دجن فى ندى وأسداء⁣(⁣٨)

  كلّ أغر محك وغرّاء ... شادخة غرّتها أو قرحاء

  قد لحقت عصمتها بالأطباء ... من شدّة الركض وخلج الأنساء⁣(⁣٩)

  كأنما صوت حفيف المعزاء ... معزول شذّان حصاها الأقصاء⁣(⁣١٠)


(١) اطلنغأ: لزق بالأرض أو استلقى على ظهره. والأطلاء جمع الطلا، وهو الولد من ذوات الخف أو الظلف.

(٢) ارجحنّ: مال. وليل مرجحنّ: ثقيل واسع. وغبر الليل: آخره.

(٣) أنث فعل الديك على إرادة الدجاجة - انظر اللسان (ديك).

(٤) يقال: عبط الأرض: حفر منها موضعا لم يحفر من قبل.

(٥) الأهواء: كأنه جمع الهيء، وهو صوت للزجر. (النجار).

(٦) الكماء هنا: جانى الكمأة.

(٧) الدقعاء: التراب الدقيق. ويريد بالمنتصب الغبار: المتماسك المجتمع.

(٨) يقال: ألوى بثوبه إذا لمع به وأشار. والسدى: ندى الزرع.

(٩) الأطباء: جمع الطبى، وهو لذوات الحافر كالثدى للمرأة وكالضرع لغيرها. والعصمة: بياض فى الذراع. والأنساء جمع النسا. وخلجها: جذبها.

(١٠) معزول بدل من المعزاء وهى الأرض الصلبة، والشذان: المتفرق. الأقصاء جمع القاصى أو القصىّ، وهو وصف الحصى.