الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 60 - الجزء 1

  قد عجبت منى ومن يعيليا ... لمّا رأتنى خلقا مقلوليا⁣(⁣١)

  أى خفيفا للكبر وطائشا؛ وقال:

  وسرب كعين الرمل عوج إلى الصّبا ... رواعف بالجادىّ حور المدامع⁣(⁣٢)

  سمعن غناء بعد ما نمن نومة ... من الليل فاقلولين فوق المضاجع⁣(⁣٣)

  أى خففن لذكره وقلقن فزال عنهنّ نومهنّ واستثقالهنّ على الأرض. وبهذا يعلم أن لام اقلوليت واو، لا ياء. فأمّا لام اذلوليت⁣(⁣٤) فمشكوك فيها.

  ومن هذا الأصل أيضا قوله:


(١) الرجز للفرزدق فى الدرر ١/ ١٠٢؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٢٨، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤/ ١٣٩، وشرح الأشمونى ٢/ ٥٤١، والكتاب ٣/ ٣١٥، ولسان العرب ١٥/ ٩٤ (علا)، ١٥/ ٢٠٠ (فلا) وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٤، والمقتضب ١/ ١٤٢؛ والممتع فى التصريف ٢/ ٥٥٧، والمنصف ٢/ ٦٨، ٧٩، ٣/ ٦٧، وهمع الهوامع ١/ ٣٦، وتهذيب اللغة ٩/ ٢٩٧، وكتاب العين ٥/ ٢١٢، وتاج العروس (علا)، (قلا).

(٢) يصف نساء حسانا، وقوله: «كعين الرمل» يريد: كبقر الوحش، تشبهنها فى اتساع عيونها وجمالها، والعين: جمع عيناء، وعوج: جمع أعوج، أى: ميل، والجادىّ - بالجيم لا بالحاء -: الزعفران؛ يريد: أن رائحة الزعفران تظهر فى أنوفهن؛ فكأنما هو أثر رعافهنّ، والرعاف: خروج الدم من الأنف، تقول: رعف يرعف، من بابى نصر وفتح، وحسن، وطرب وهو راعف، وهى راعفة، وجمع راعفة: رواعف، وقيل للذى يخرج من الأنف: رعاف؛ لسبقه علم الراعف. (نجار) بتصرف وزيادات انظر «تهذيب لسان العرب» (رعف).

(٣) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة فى لسان العرب ١٥/ ٢٠٠ (قلا)، وتاج العروس (قلا).

والبيت فى «أساس البلاغة» للزمخشرى مادة (قلو): «اقلولى الرجل: استوفز وتجافى عن مكانه؛ قال:

سمعن غنائى بعد ما نمن نومة ... من الليل فاقلولين فوق المضاجع»

وروايته: «غنائى» بالإضافة إلى ياء المتكلم مكان رواية ابن جنى «غناء»، ولعلها أولى بمراد الشاعر، وما ساق له حديثه، من أنه يطرب هؤلاء الغانيات الحسان بغنائه وشجوه، والأمر على ما تراه.

(٤) اذلولى: ذل وانقاد. (نجار).