الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى التطوع بما لا يلزم

صفحة 54 - الجزء 2

  ورازقيّ مخطف الخصور ... كأنّه مخازن البلّور⁣(⁣١)

  التزم فيها الواو ألبتّة ولم يجاوزها غالبا. وكذلك تائيته: أترفتها وخطرقتها وسفسفتها؛ التزم فيها الفاء وليست بواجبة، وكذلك ميميته التى يرثى بها أمّه:

  *أفيضا دما إنّ الرزايا لها قيم*

  أوجب على نفسه الفتحة قبل الميم على حدّ رائيّة العجّاج:

  *قد جبر الدين الإله فجبر⁣(⁣٢) *

  غير أنى أظنّ أن فى هذه الميمية بيتا ليس ما قبل رويّه مفتوحا.

  وأنشدنى مرّة بعض أحداثنا شيئا سمّاه شعرا على رسم للمولدين فى مثله، غير أنه عندى أنا قواف منسوقة غير محشوّة فى معنى قول سلم الخاسر:

  موسى القمر* غيث بكر * ثم انهمر

  وقول الآخر:

  طيف ألم * بذى سلم * يسرى العتم⁣(⁣٣) * بين الخيم * (جاد بفم)

  وقول الآخر:

  قالت حيل * شؤم الغزل * هذا الرجل * حين احتفل * أهدى بصل

  والقوافى المنسوقة التى أنشدنيها صاحبنا هذا ميمية فى وزن قوله: طيف ألم، لا يحضرنى الآن حفظها؛ غير أنه التزم فيها الفتحة ألبتة، إلا قافية واحدة وهو قوله: * فاسلم ودم * ورأيته قلقا لاضطراره إلى مخالفة بقية القوافى بها؛ فقلت له: لا عليك فلك أن تقول: * فاسلم ودم * أمرا من قولهم: دام يدام، وهى لغة؛ قال:


(١) الرازقى: ضرب من عنب الطائف أبيض طويل الحب. ومخطف الخصور: ضامرها.

(٢) سبق تخريجه.

(٣) أصله العتمة، فحذف التاء. وفى اللسان «يسرى عتم» وجوز فى عتم أن يكون محذوف التاء، فيكون ظرفا، وأن يكون المراد به البطء أى يسرى بطيئا فيكون حالا.