باب فى استعمال الحروف بعضها مكان بعض
  سرحة)؛ لأن السرحة لا تنشقّ فتستودع الثياب ولا غيرها وهى بحالها سرحها.
  فهذا من طريق المعنى بمنزلة كون الفعلين أحدهما فى معنى صاحبه على ما مضى. وليس كذلك قول الناس: فلان فى الجبل؛ لأنه قد يمكن أن يكون فى غار من أغواره أو لصب(١) من لصابه، فلا يلزم أن يكون عليه أى عاليا فيه.
  وقال:
  وخضخضن فينا البحر حتى قطعنه ... على كل حال من غمار ومن وحل(٢)
  قالوا أراد: بنا. وقد يكون عندى على حذف المضاف؛ أى فى سيرنا، ومعناه: فى سيرهن بنا.
  ومثل قوله: «كأن ثيابه فى سرحة»: قول امرأة من العرب.
  هم صلبوا العبدىّ فى جذع نخلة ... فلا عطست شيبان إلا بأجدعا(٣)
  لأنه معلوم أنه لا يصلب فى داخل جذع النخلة وقلبها.
  وأمّا قوله:
  وهل يعمن من كان أحدث عهده ... ثلاثين شهرا فى ثلاثة أحوال(٤)
(١) هو شق فى الجبال، أو هو مضيق فيه.
(٢) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة فى الأزهيّة ص ٢٧٢، ورصف المبانى ص ٣٩٠، ولسان العرب (فيا).
الغمار: جمع الغمر أو الغمرة، وهو الماء الكثير.
(٣) البيت من الطويل، وهو لسويد بن أبى كاهل فى ملحق ديوانه ص ٤٥، والأزهيّة ص ٢٦٨، وشرح شواهد المغنى ١/ ٤٧٩، ولسان العرب (عبد)، (شمس)، (فيا)، وشرح المفصّل ٨/ ٢١، وتاج العروس (فيا)، وبلا نسبة فى أدب الكاتب ص ٥٠٦، ورصف المبانى ص ٣٨٩، ومغنى اللبيب ١/ ١٦٨، والمقتضب ٢/ ٣١٩. العبدىّ: نسبة إلى عبد القيس. بأجدع: بأنف أجدع.
(٤) البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٧، وأدب الكاتب ص ٥١٨، وجمهرة اللغة ص ١٣١٥، وخزانة الأدب ١/ ٦٢، والجنى الدانى ص ٢٥٢، وجواهر الأدب ص ٢٣٠، وتاج العروس (حول)، (فى)، والدرر ٤/ ١٤٩، وشرح شواهد المغنى ١/ ٤٨٦، ورصف المبانى ص ٣٩١، وشرح الأشمونى ٢/ ٢٩٢، ولسان العرب (فيا)، ومغنى اللبيب ١/ ١٦٩، وهمع الهوامع ٢/ ٣٠.