الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى استعمال الحروف بعضها مكان بعض

صفحة 96 - الجزء 2

  سرحة)؛ لأن السرحة لا تنشقّ فتستودع الثياب ولا غيرها وهى بحالها سرحها.

  فهذا من طريق المعنى بمنزلة كون الفعلين أحدهما فى معنى صاحبه على ما مضى. وليس كذلك قول الناس: فلان فى الجبل؛ لأنه قد يمكن أن يكون فى غار من أغواره أو لصب⁣(⁣١) من لصابه، فلا يلزم أن يكون عليه أى عاليا فيه.

  وقال:

  وخضخضن فينا البحر حتى قطعنه ... على كل حال من غمار ومن وحل⁣(⁣٢)

  قالوا أراد: بنا. وقد يكون عندى على حذف المضاف؛ أى فى سيرنا، ومعناه: فى سيرهن بنا.

  ومثل قوله: «كأن ثيابه فى سرحة»: قول امرأة من العرب.

  هم صلبوا العبدىّ فى جذع نخلة ... فلا عطست شيبان إلا بأجدعا⁣(⁣٣)

  لأنه معلوم أنه لا يصلب فى داخل جذع النخلة وقلبها.

  وأمّا قوله:

  وهل يعمن من كان أحدث عهده ... ثلاثين شهرا فى ثلاثة أحوال⁣(⁣٤)


(١) هو شق فى الجبال، أو هو مضيق فيه.

(٢) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة فى الأزهيّة ص ٢٧٢، ورصف المبانى ص ٣٩٠، ولسان العرب (فيا).

الغمار: جمع الغمر أو الغمرة، وهو الماء الكثير.

(٣) البيت من الطويل، وهو لسويد بن أبى كاهل فى ملحق ديوانه ص ٤٥، والأزهيّة ص ٢٦٨، وشرح شواهد المغنى ١/ ٤٧٩، ولسان العرب (عبد)، (شمس)، (فيا)، وشرح المفصّل ٨/ ٢١، وتاج العروس (فيا)، وبلا نسبة فى أدب الكاتب ص ٥٠٦، ورصف المبانى ص ٣٨٩، ومغنى اللبيب ١/ ١٦٨، والمقتضب ٢/ ٣١٩. العبدىّ: نسبة إلى عبد القيس. بأجدع: بأنف أجدع.

(٤) البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٧، وأدب الكاتب ص ٥١٨، وجمهرة اللغة ص ١٣١٥، وخزانة الأدب ١/ ٦٢، والجنى الدانى ص ٢٥٢، وجواهر الأدب ص ٢٣٠، وتاج العروس (حول)، (فى)، والدرر ٤/ ١٤٩، وشرح شواهد المغنى ١/ ٤٨٦، ورصف المبانى ص ٣٩١، وشرح الأشمونى ٢/ ٢٩٢، ولسان العرب (فيا)، ومغنى اللبيب ١/ ١٦٩، وهمع الهوامع ٢/ ٣٠.