الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب الساكن والمتحرك

صفحة 116 - الجزء 2

  (فهذا جمع فلوّ) وكلا ذينك شاذّ:

  ومثله ما أنشده أيضا من قول الشاعر:

  أسلمتموها فباتت غير طاهرة ... منى الرجال على الفخذين كالموم⁣(⁣١)

  فكسّر منيا على منى؛ ولا يقاس عليه. وإنما ذكرناه لئلا يجيء به جاء، فترى أنه كسر للباب.

  ومن حركات الإتباع قولهم: أنا أجوؤك؛ وانبؤك، وهو منحدر من الجبل ومنتن ومغيرة، ونحو (من ذلك) باب شعير ورغيف وبعير والزئير، والجنّة لمن خاف وعيد الله. وشبهت القاف بالخاء لقربها منها فيما حكاه أبو الحسن من قولهم: النقيذ؛ كما شبّهت الخاء والغين بحروف الفم حتى أخفيت النون معهما فى بعض اللغات؛ كما تخفى مع حروف الفم. وهذا فى فعيل مما عينه حلقيّة مطّرد.

  وكذلك فعل؛ نحو نغر⁣(⁣٢) ومحك وجئر⁣(⁣٣) وضحك، و {إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}⁣[النساء: ٥٨]. وقريب من ذلك الحمد لله والحمد لله وقتّلوا وفتّحوا، وقوله:

  *تدافع الشيب ولم تقتّل⁣(⁣٤) *


(١) البيت من البسيط، وهو لحسان بن ثابت فى ديوانه ص ١٧٧، وجمهرة اللغة ص ٢٤٨، وبلا نسبة فى لسان العرب (منى)، وتاج العروس (منى). الموم: الشمع.

(٢) يقال: رجل نغر: يغلى صدره من الغيرة.

(٣) يقال: جئز بالماء - من باب فرح - فهو جئز: غص به.

(٤) الرجز لأبى النجم فى جمهرة اللغة ص ٤٠٧، ولسان العرب (عصب)، (لجج)، (فلل)، (فلن)، والطرائف الأدبية ص ٦٦، والمنصف ٢/ ٢٢٥، والممتع فى التصريف ٢/ ٦٤٠، وخزانة الأدب ٢/ ٣٨٩، والدرر ٣/ ٣٧، وسمط اللآلى ص ٢٥٧، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٣٩، وشرح التصريح ٢/ ١٨٠، وشرح المفصل ٥/ ١١٩، وشرح شواهد المغنى ١/ ٤٥٠، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٢٢٨، والكتاب ٢/ ٢٤٨، ٣/ ٤٥٢، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٢٨، وتهذيب اللغة ٢/ ٤٨، وتاج العروس (عصب)، (فلن)، ومقاييس اللغة ٤/ ٤٤٧، ٥/ ٢٠٢، ومجمل اللغة ٤/ ٦١، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤/ ٤٣، وشرح الأشمونى ٢/ ٤٦٠، وشرح ابن عقيل ص ٥٢٧، وشرح المفصل ١/ ٢٤٨، والمقتضب ٤/ ٢٣٨، والمقرب ١/ ١٨٢، وهمع الهوامع ١/ ١٧٧.