الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

فصل فى الحمل على المعنى

صفحة 183 - الجزء 2

  وذلك أنها إذا خلت (مفتّحة) من ضمير فالضمير فى (منها) عائد الحال إذا كانت مشتقّة؛ كقولك: مررت بزيد واقفا الغلام معه؛ وإذا كان فى (مفتّحة) ضمير فإن الضمير فى (منها) هو الضمير الذى يرد به المبدل عائدا على المبدل منه؛ كقولك: ضربت زيدا رأسه، أو الرأس منه، وكلمت قومك نصفهم أو النصف منهم، وضرب زيد الظهر والبطن أى الظهر منه والبطن منه. فاعرف ذلك فرقا بين الموضعين.

  ومن تذكير المؤنّث قوله:

  إنّ امرأ غرّه منكن واحدة ... بعدى وبعدك فى الدنيا لمغرور⁣(⁣١)

  لمّا فصل بين الفعل وفاعله حذف علامة التأنيث، وإن كان تأنيثه حقيقيا. وعليه قولهم: حضر القاضى امرأة، وقوله:

  لقد ولد الأخيطل أمّ سوء ... على باب استها صلب وشام⁣(⁣٢)

  وأما قول حران العود:

  ألا لا يغرّن امرا نوفليّة ... على الرأس بعدى أو ترائب وضّح⁣(⁣٣)

  فليست النوفليّة⁣(⁣٤) هنا امرأة، وإنما هى مشطة تعرف بالنوفليّة؛ فتذكير الفعل


(١) البيت من البسيط، وهو بلا نسبة فى الإنصاف ١/ ١٧٤، وتخليص الشواهد ص ٤٨١، والدرر ٦/ ٢٧١، وشرح الأشمونى ١/ ١٧٣، وشرح شذور الذهب ص ٢٢٤، وشرح المفصل ٥/ ٩٣، ولسان العرب (غرر)، واللمع ص ١١٦، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٧٦، وهمع الهوامع ٢/ ١٧١. (٢) البيت من الوافر، وهو لجرير فى ديوانه ص ٢٨٣، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٣٨، ٤٠٥، وشرح التصريح ١/ ٢٧٩، وشرح المفصل ٥/ ٩٢، ولسان العرب (صلب)، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦٨، وبلا نسبة فى الإنصاف ١/ ١٧٥، وأوضح المسالك ٢/ ١١٢، وجواهر الأدب ص ١١٣، وشرح الأشمونى ١/ ١٧٣، والمقتضب ٢/ ١٤٨، ٣/ ٣٤٩، والممتع فى التصريف ١/ ٢١٨. الصلب: جمع الصليب. والشام: جمع الشامة، وهى العلامة.

(٣) البيت من الطويل، وهو لجران العود فى ديوانه ص ٣٧، وخزانة الأدب ١٠/ ١٩، والمحتسب ٢/ ١١٢، ولسان العرب (نفل).

(٤) النوفلية: ضرب من الامتشاط (حكاه ابن جنى عن الفارسى). وفى التهذيب: النوفلية شيء يتخذه نساء الأعراب من صوف يكون فى غلظ أقل من الساعد، ثم يحشى ويعطف فتضعه المرأة على رأسها ثم تختمر عليه اللسان (نفل).