فصل فى الحمل على المعنى
  وقوله:
  *على قبضة موجوءة ظهر كفه*
  وقول الآخر:
  قد صرّح السير عن كتمان وابتذلت ... وقع المحاجن بالمهريّة الذقن(١)
  وأمّا قول بعضهم: صرعتنى بعير لى؛ فليس عن ضرورة؛ لأن البعير يقع على الجمل والناقة؛ قال:
  لا تشربا لبن البعير وعندنا ... عرق الزجاجة واكف المعصار(٢)
  وقال عزّ اسمه: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}(٣) [الأحزاب: ٣١] لأنه أراد:
  امرأة.
  ومن باب الواحد والجماعة قولهم: هو أحسن الفتيان وأجمله، أفرد الضمير؛ لأن هذا موضع يكثر فيه الواحد؛ كقولك: هو أحسن فتى فى الناس؛ قال ذو الرمّة:
  وميّة أحسن الثقلين وجها ... وسالفة وأحسنه قذالا(٤)
(١) البيت من البسيط، وهو لابن مقبل فى ديوانه ص ٣٠٣، وشرح شواهد المغنى ١/ ٣١٦، ولسان العرب (كتم)، (حجن)، (ذقن)، والمحتسب ١/ ٢٣٧. الذقن: جمع الذقون، وهى التى تميل ذقنها إلى الأرض. والمحاجن: العصىّ المعوجة.
(٢) البيت من الكامل، وهو بلا نسبة فى لسان العرب (غدد)، والمقتضب ٢/ ١٩١. عرق الزجاجة: ما نتح به من الشراب وغيره مما فيها، والمراد هنا الخمر.
(٣) وقراءة «تقنت» بالتاء قراءة ابن عامر ويعقوب والجحدرىّ.
(٤) البيت من الوافر، وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ١٥٢١، والأشباه والنظائر ٢/ ١٠٦، وخزانة الأدب ٩/ ٣٩٣، والدرر ١/ ١٨٣، وشرح المفصل ٦/ ٩٦، ولسان العرب (ثقل)، وبلا نسبة فى أمالى ابن الحاجب ١/ ٣٤٩، ورصف المبانى ص ١٦٨، وشرح شذور الذهب ص ٥٣٦، وهمع الهوامع ١/ ٥٩. ويروى: (جيدا) مكان (وجها). السالفة: أعلى العنق. والقذال: مؤخر الرأس.