باب فى التجريد
  قالت له النفس إنى لا أرى طمعا ... وإنّ مولاك لم يسلم ولم يصد(١)
  وقول الآخر:
  أقول للنفس تأساء وتعزية ... إحدى يدىّ أصابتنى ولم ترد(٢)
  (وأما) قوله - عزّ اسمه {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}[الفجر: ٢٧] فليس من ذا، بل النفس هنا جنس (وهو) كقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}[الانفطار: ٦] و (نحوه). وقد دعا تردد هذا الموضع على الأسماع، ومحادثته الأفهام، أن ذهب قوم(٣) إلى أن الإنسان هو معنى ملتبس بهذا الهيكل الذى (يراه)، ملاق له، وهذا الظاهر مماسّ لذلك الباطن، كل جزء منه منطو عليه ومحيط به.
  * * *
(١) البيت من البسيط. وهو للنابغة الذبيانى فى ديوانه.
(٢) البيت من البسيط وهو لأعرابى فى خزانة الأدب ٤/ ٣١٢، ٦/ ٣٦١، وشرح المفصل ٣/ ١٠.
(٣) يعزى مثل هذا القول إلى الإمام مالك ¥ فى الروح، وهو فى الحقيقة لأتباعه. نجار.