الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى التجريد

صفحة 234 - الجزء 2

  قالت له النفس إنى لا أرى طمعا ... وإنّ مولاك لم يسلم ولم يصد⁣(⁣١)

  وقول الآخر:

  أقول للنفس تأساء وتعزية ... إحدى يدىّ أصابتنى ولم ترد⁣(⁣٢)

  (وأما) قوله - عزّ اسمه {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}⁣[الفجر: ٢٧] فليس من ذا، بل النفس هنا جنس (وهو) كقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}⁣[الانفطار: ٦] و (نحوه). وقد دعا تردد هذا الموضع على الأسماع، ومحادثته الأفهام، أن ذهب قوم⁣(⁣٣) إلى أن الإنسان هو معنى ملتبس بهذا الهيكل الذى (يراه)، ملاق له، وهذا الظاهر مماسّ لذلك الباطن، كل جزء منه منطو عليه ومحيط به.

  * * *


(١) البيت من البسيط. وهو للنابغة الذبيانى فى ديوانه.

(٢) البيت من البسيط وهو لأعرابى فى خزانة الأدب ٤/ ٣١٢، ٦/ ٣٦١، وشرح المفصل ٣/ ١٠.

(٣) يعزى مثل هذا القول إلى الإمام مالك ¥ فى الروح، وهو فى الحقيقة لأتباعه. نجار.