الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى إضافة الاسم إلى المسمى، والمسمى إلى الاسم

صفحة 271 - الجزء 2

  إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر⁣(⁣١)

  (كأنه قال): ثم السلام عليكما. وكذلك قال فى قولنا بسم الله: إنما هو بالله، وأعتقد زيادة (اسم). وعلى هذا عندهم قول غيلان:

  لا ينعش الطرف إلا ما تخوّنه ... داع يناديه باسم الماء مبغوم⁣(⁣٢)

  (أى بالماء)؛ كما (أنشدنا أيضا):

  * يدعوننى بالماء ماء أسودا⁣(⁣٣) *

  والماء: صوت الشاء أى يدعوننى - يعنى الغنم - بالماء، أى يقلن لى: أصبت ماء أسود. فأبو عبيدة يدّعى زيادة ذى واسم، ونحن نحمل الكلام على أن هناك محذوفا. قال أبو على: وإنما هو على حدّ حذف المضاف، أى: ثم اسم معنى السلام عليكما، واسم معنى السلام هو السلام، فكأنه قال: ثم السلام عليكما.

  فالمعنى - لعمرى - ما قاله أبو عبيدة، ولكنه من غير الطريق التى أتاه هو منها؛ ألا تراه هو اعتقد زيادة شيء، واعتقدنا نحن نقصان شيء.

  ونحو من هذا اعتقادهم زيادة مثل فى نحو قولنا: مثلى لا يأتى القبيح، ومثلك لا يخفى عليه الجميل، أى أنا كذا، وأنت كذلك. وعليه قوله:

  * مثلى لا يحسن قولا فعفع⁣(⁣٤) *


(١) البيت من الطويل، وهو للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ٢١٤، والأشباه والنظائر ٧/ ٩٦، والأغانى ١٣/ ٤٠، وبغية الوعاة ١/ ٤٢٩، وخزانة الأدب ٤/ ٣٣٧، ٣٤٠، ٣٤٢، والدرر ٥/ ١٥، وشرح المفصل ٣/ ١٤، والعقد الفريد ٢/ ٧٨، ٣/ ٥٧، ولسان العرب (عذر) والمقاصد النحوية ٣/ ٣٧٥، والمنصف ٣/ ١٣٥، وبلا نسبة فى أمالى الزجاجى ص ٦٣، وشرح الأشمونى ٢/ ٣٠٧، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٠٧، والمقرب ١/ ٢١٣، وهمع الهوامع ٢/ ٤٩، ١٥٨.

(٢) البيت من البسيط، وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ٣٩٠، وخزانة الأدب ٤/ ٣٤٤، ومراتب النحويين ص ٣٨. تخونه: تعهده، مبغوم: غير بيّن.

(٣) الرجز بلا نسبة فى شرح المفصل ٣/ ١٤.

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (هملع)، (مشى)، وتاج العروس (هملع)، (مشى)، وتهذيب =